علي عليه السلام وجد في نفله مائة الف فأخذها فقال الاشعث: أنها مالي قال ومن أين؟ قال: طيبه لي المسلمون وسلمه لي عثمان فقال علي عليه السلام: خذ منها ثلاثين الفاً قال لا تكفيني فقال لست بزائدك وأيم الله ما أظنها تحل لك ولو تركتها لكان خير لك ولو أستيقنت ذلك ما أنقلبت به من عندي فخذ من جذع ما أعطاك. فمدح الشاعران الاشعث بلبس التاج وذكر أحدهما إنه معصب به مذ كان غلاماً الى إن علاه القتير. والأشعث من وفود سنة عشر فيها وفد على رسول الله (ثم كان بعد ذلك فيمن أرتد من ملوك كندة فسير اليهم أبو بكر المهاجر أبن أبي أمية بن المغيرة المحزومي أخي أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها ومعه زيد بن لبيد ومعهما بنو قتيرة وهم قوم من كندة أقاموا على الاسلام فلم يرتدوا فاتوهم وقد تحصنوا بالنجير وهو حصن باليمن فحصرهم فيه فبات صارخ لهم يصرخ في رأس النجير:
صباح سوء لبني قتيرة ... وللامير من بني المغيرة
فواطأ الاشعث المسلمين ودلهم على عورة النجير على إن يحملوه أسيراً الى أبي بكر فاستنزلوهم فقتلوهم وبعثو به في الحديد مع سبي النجير الى أبي بكر وذلك في سنة أثنتي عشرة فراجع الاسلام عفا عنه وزوجه