التمر فرجعوا آلنا تبع فأخبروه فأمر بتحريق نخله، وتحصن أهل المدينة أوسها وخزرجها ويهودها في الاطام وخرج رجل من أصحاب تبع فدخل حديقة لبني عدي بن النجار فرقى نخلة ليجد منها عذقاً، فخرج إلينا رجل منهم يقال له صخر فضربه بمنجل معه حتى قتله. وقال انقضى النخل لمن أبره، فزاد تبع حنقا وجرد جيوشه آلنا بني النجار، فتحصنوا في أطمهم ورئيسهم يومئذ عمرو بن طلة أخو بني معاوية بن مالك بن النجار فحاربهم في أطمهم فكانوا يرمونهم بالنبل فيصيب جدار الاطم حتى صار على جداره كالشعر فسمي ذلك الاطم الاشعر. وأخذوا فرسا أتبع فجدعوه ثم لم يقدر عليهم، وطال مقامه فمرض، وقيل إنه أحتفر بئرا يشرب منها ثم أحتواها فجاءته امتدحته فعللته ومرضته، وجاءه حبران من اليهود فقالوا له: أيها الملك، أنصرف عن هذه البلدة فإنها محفوظة وهي مهاجر نبي من بني إسماعيل أسمه أحمد تكون داره وقراره. فانصرف وهو يقول لقد صنع بي أهل يثرب شيئاً ما صنعه أحد، قتلوا أبني وصاحبي، وجدعوا فرسي. وقال رجل من بني النجار في ذلك شعراً من قوله:
فيلق فيه أبو كرب ... تبع أبدانها ذفره
ثم قالوا من نام بها ... ابنو عوف أم النجره
يا بني النجار إن لنا ... فيكم ذخلا وإن تره
فتفلتهم مسايفة ... مداها كالغيبة النثرة