وقال محمد بن مناذر اليربوعي ثم الصبيري في ذلك:
فاعتبر يا بن عاديا أخي الحص ... ن بتيماء من سراة يهود
إذ أتاه الهمام يبتاع منه ... خفرة الجار بابنه المولود
فشرى بالوفاء مكرمة الدهر ... ولم يشر باللقاء الزهيد
أي عقدٍ شد السمؤل لو ... أمتع حياً وفاؤه بالخلودِ
وقد أكثر الشعراء في وصف ذلك. فهذا المنذر بن ماء السماء ذو القرنيين ملك العراق بعث جيشه الذي شبهه أمرؤ القيس لكثرته بالنشاص، والحارث بن أبي شمر بعث جيشه الذي شبهه أمرؤ القيس أيضاً بالعارض آلنا المعلىّ - وهو رجل من الأشراف - فلم يقدروا على افتتاح حصنه ولا الوصول آلنا جاره، وهذا الملك الغساني أو اللخمي - وثابتة على اختلاف الرواية في ذلك - نزل بجيشه العظيم وجحفله الجرار على قصر السموءل اليهودي فلم يقدر على فتحه حتى شفى غيظه بذبح صبي أقتنصه من الصيد وأنصرف غير ظافر بمراده، وحد حصن المُعلىّ وقصر السموءل وما يجري مجراها من معاقل العرب في قرب مرامها وقله امتناعها معروف.
وفي مقابلة ذلك أن ملك العرب سيف الدولة جهز سرية قليل عددها في جنده غير مؤثرة في عساكره في سنة سبع وتسعين وأربعمائة إلى عانة - وهي مشحنة بالترك - مع ملك أبن أرتق، ومن المعلوم أن الترك إذا كان منهم نفر في معقل لم يقدر من يروم فتحه على الدنو منه، ولا الإطاف به والفرات