ترى قراقيره والعيس واقفةٌ ... والنون والضب والملاح والحادي
يجتمع فيه الأضداد، ويلتقي فيه الشتيتان من غير ميعاد، ويرى كل جنس أجناساً غيره يستطرفها، ويسمع لغات لا يعرفها.
يزدحم الوفد على بابه ... والمنهل العذب كثير الزحام
فإذا هم في أمر في بر أو بحر:
فما هو أباح إن يشير بلحظه ... فيمخر فلك أو تعد مقانيب
فهل تدل السيرة عند من تصفحها وتأملها على إن ملوك آل نصر جاءوني بعض هذا. وقد مدح الأعشى النعمان مبالغاً للحد في القول على عادة الشعراء متجاوزا، فذكر إن له خيمة مضروبةً تقف بقنائها الأبرص والخيل فقال:
له قبة مضروبةً بفنائها ... عناق المهارى والجياد الصوافن
ومدحه في كلمة له أخرى بأنه يعلف فرسه قتاً وشعيرا في كل ليلةٍ فقال:
ويأمر لليحموم في كل ليلة ... بقتٍ وتعليق فقد كاد يسنق
وهاهنا فصول ثلاثة تتضمن ذكر أفعال ثلاثة من أفعالهم المدونة المسطورة المروية المأثورة، فليعأرضها من شك فيما ذكرناه بأمثالها من أفعاله المرئية المشهورة الحاضرة المذكورة، وليقس بعضها ببعض فأنها تدل آلنا فرق كثير وتباعد وتباين وتضادد إذ كان العلم بالجميع حاصلاً والخلف فيه