" " ولقد تعاقب اليسير وليس ذاك لجهلها " " إلا ليعرف فضلها ويخاف شدة ثكلها " وأي ذنب عظيم أو يسير كان أسلفه عبيد حتى يقتله مع قول بعض الحكماء: شر الملوك من خافه البريء.
على إن قتل عدي بن زيد وإن لم يكن يوم بؤسه كان سبب قتله أشد قبحا وأدل على ضعفه وقلة حرمه من قتله لعبيد، لان زيداً أبا عدي كان تولى حضانته وتربيته وكان عدي قد تزوج أبنته هنداً وقيل بل هي أخته وهي صاحبة هذا الدير بالحيرة، وهو الذي توصل له عند كسرى فتلطف في الحيلة على أخوته حتى ولاه الملك، وعاداهم جميعاً لأجله. فكافأه عن اصطناعه إياه وعداوته للناس في مودته بالقتل. وفي هذا الفعل أنواع كثيرة من القبائح فيها البغي والظلم وخلاف ما تقتضيه حسن سياسة الملوك ونقص ما يوجبه حسن التدبير وخفة حلم وإقامة لعذر الرعية في المشاققة والعصيان وغير ذلك، وهذه الخلال كلها من غير صفات الملوك.
وأين ملك كانت هذه صفته وحقائق أفعاله من ملك148 كان أبو تمام وصفه بقوله:
أروع لا من رياحه الحرجف العصبي ... ولا من تحومه النحس
وكان أبو عبادة البحتري وصف مجلسه بقوله: