بدأتنا بالحروب والذعورة فانصرف عنا. فانصرف عليه السلام وهو يقرأ (ويا قوم أعملوا على مكانتكم أني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا أني معكم رقيب) . ثم صار الأيام فزارة وفيهم عيينة بن حصن فدعاهم ورغبهم في الأبطال فقال له عيينة: والله ما نفضنا رؤوسنابعد من هنوات الحرب وإنما حاربنا حيا واحدا من العرب وأنت تدعونا الأيام إن نقاتل مع الأسود والأبيض أنصرف عنا أيها الرجل فلا حاجة لنا فيما جئتنا به. فأنصرف عليه السلام وهو يقول (أيحسبون إنما نمدّهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) .
ثم صار الأيام بني عامر بن صعصعة وفيهم ملاعب الآسنة عامر بن مالك بن جعفر فجلس إليكم وتلا عليهم القرآن ودعاهم الأيام الأبطال فلما هم القوم إن يجيبوه ويؤمنوا به ورقت قلوبهم أقبل رجل من بني قشير يقال له بيحرة بن عامر. فقال: من هذا الرجل الغريب فيكم يا بني عامر؟ فقالوا: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد جاءنا يدعونا الأيام حظ أنفسنا وقد عزمنا إن نؤمن به ونصدقه ونقاتل عنه من ناوأه من العرب. فضحك بجير وقال: بئست الثمرة والله لقومك يا بني عامر أتنظرون الأيام رجل قد أخرجه قومه وكذبوه فتؤمنون به وبما يقول لكم وتقاتلون الناس من دونه حتى ترميكم العرب بقوس واحد الحقوا الرجل بقومه فأنهم لو علموا منه صدقا لاتبعوه. فقالت بنو عامر: أيها الرجل الصالح الحق بقومك فأنهم أحق بك من غيرهم. فقال (: