وفي رواية إن زيد لما وصف لكسرى بنات النعمان كتب يخطبهنه إليه، ولم يرسل زيداً فكتب النعمان الجواب، ليس عندي ما يصلح للملك، فلو طلب الملك ذلك في عين السواد ومها لاصاب ما يصلح له. وكان زيد يقرأ عليه كتاب العرب، فقرأ عليه جوابه وكان كسرى يكسر بالعربية فقال له ما العين والمها؟ فأراد زيد إن يغضبه فقال: البقر فقال يقول لي أخطب البقر!!. ونقم عليه لذلك وأجنه في صدره وحقد عليه مع ما روي من ذنب قبل هذا كان له إليه. فأنه روي إن أبرويز لما أنهزم بالنهروان من بهرام شوبين دخل على أبيه هرمز وهو محبوس بالمدائن فاستشاره فقال: عليك يا بني بقيصر. فخرج فقطع الجسر وأتى الانبار في عدد يسير، وكتب إلى النعمان: أني قد خرجت في وجهي هذا، ولم يصبني أحد من أهل مملكتي، فاقدم علي، وليكن معك فرسك اليحموم، فإنه قد وصف لي. فظن النعمان إن أبرويز لا يصلح له بعد ذلك أمر ولا يستقيم له ملك فأطرحه وكتب يعتذر إليه من القدوم إليه فأضطغن عليه ذلك.
وفي رواية أخرى إن النعمان كان مع أبرويز يوم هزيمته من بهرام شوبين بالنهروان، وان هرمز بن أنوشروان كان قد أحاطته جيوش الترك والخزر والروم من كل جانب في وقت واحد فصالح الجميع وأرضاهم إلا الترك مع إنهم كانوا أخواله لان لمه واقم بنت خاقان ملك الترك، فإنه بعث لحربهم بهرام شوبين مرزبان من نسل أرش الرام فحاربهم فقتل شابه التركي ملكهم وأستأمن أبنه يرمود بن شابه فصار إلى هرمز وبعث بهرام بالغنائم إلى هرمز فقال بعض وزرائه: أعظم بعرس هذا زلته. وكتب إلى بهرام: