له: خطر يسير يراد به خطب كبير. وكان لجذيمة فرس يقال لها العصا لا تلحق فقال له قيصر: أراكب العصا فستلقاك الخيل فان حيوك وساروا أمامك فهي صداقة وإن حيوك وأحاطوا بك وساروا حولك فالنجاء فان القوم غادرون فآبى عليه فركب قصير العصا وسار معه ولقيتهم الخيل فأحاطت بهم فأحس جذيمة بالآمر ونظر إلى قصير على العصا فقال: ويل أمه حزما على ظهر العصا فذهبت مثلا.
ونجا قصير عليه فركضت يومها أجمع فقطعت أرضا بعيدة ونفقت عند غروب الشمس فبنى عليها برجا سمى برج العصا: وقالت العرب خير ما جاءت به العصا. قال عدي بن زيد:
وأوضحت العصا الأنباء عنه ... ولم أر مثل فارسها هجينا117
وأدخل جذيمة على الزباء فكشفت له عن عورتها وقد وقرتها وقالت أشوار عروس ترى؟ قال: بل شوار أمة ذفراء فقالت: والله ما بنا من عدم مواس ولكنه شيمة ما أناس فقال: بلغ المدى وجف الثرى وأمر غدر أرى فقالت: أنبئت إن دماء الملوك تشفي من الكلب ثم أجلسته على نطع وقربت إليه طستا تجمع فيه دمه وقد قيل لها إن قطر من دمه قطرة