فبتنا ومن ينزل به مثل ضيفنا ... يبت عن قرى أضيافه غير غافل
وهي أبيات فهذه كانت عدة خيلهم يوم جبلة وعدة رماحهم يوم فيفا الريح، فليقس سامع سائر ما يسمع به عنهم بذلك. فأما عدة قتلاهم ومن أتصيب بينهم في أيام حروبهم فهذا حرب بكر وتغلب إحدى الحروب الثلاثة، وهو من الحروب العظيمة فأيامه من الأيام القديمة، يسمونه حرب البسوس، وحرب الناب، وحرب أبني وائل ترددت فيه الحروب بينهم أربعين عاماً، وأسماء المواضع التي كانت فيها الوقائع بينهم معروفه موجود ذكرها في أيام العرب، وكانوا يتحالفون فيه ويقسمون أيديهم في دماء الجزر، وسموا يوماً من أيامه يوم التحالق لأن بني بكر حلقوا فيه لممهم وأوردوا فيه أحاديث عجيبة وعملوا فيه وحده سيرة وفي يوم من أيامه وهو يوم عنيزة ويقول المهلهل بن ربيعة:
كانا غدوة وبني أبينا ... بجنب عنيزة رحياً مدير
فلولا الريح أسمع من بحجر ... صليل البيض تقرع بالذكور
وضرب الشعراء وغيرهم الأمثال، وقالوا تفانا فيه الحيان وقتل