وقدمت معد مضر وقدمت خندب على غيرها من مضر وتقدمت مدركة على غيرها من قبائل خندف فاخرجت قبائل مدركه قداحها ثم أقرعوا ففازوا جميعا الا لهون بم خزيمه فأنهم خابوا فقالت العرب إن بني مدركة بن خندف:
قد سبقوا الناس غداة الموقف ... وخلفوا الهون بشر تخلف
وأقرعت طابخة ثم قيس بن ربيعة ثم قبائل اليمن ففاز من كل قبيلة قوم وخاب قوم وحديث القرعة موجود معروف فكيف عرفوا فضلهم هناك فبدأوا بهم وقدموهم وأنكروه هاهنا فاغفلوهم وتركوهم وما بالهم لم يقولوا بيت مدركة قريش ومركزة بنو هاشم الذي أقر بفضلهم الشريف والدني وسام له العدو الولي ثم يقولون بعد ذلك وبيت تميم دارم ومركزه بنوا زرارة وبيت قيس فزارة56 ومركزه بنو بدر ثم يرمون في حديثهم فان كل مفتخر بأمر غير منكر لفضل قريش عليه فلم يذكروهم في البيوتات ولا الاثافي ولا الجمرات ولا الجماجم ولا الرضفات ولا ذكروا أحداً منهم في الارحاء ولا الغلاصم ولا الازمه ولا البدور ولا في الفرسان ولا في الاوفياء ولا الاجواد ولا في الشعراء ولا في مدركي الاوتار ولا ذكروا من نسائهم منجبه ولا نسبوا اليهم منقبة ورووا ذلك كله منهم الى غيرهم فلم يذكروا الاحد منهم فيه أسماً ولا جعلوا لهم في شيء منهم نصيباً ولا سهماً وهذا من أقوى الادلة على أنهم مروا في الهوى وخبضوا العشواء.
وقالوا أيام العرب ثلاثة: يوم جبله وهو الاول وهو بين بني تميم