لاوذ بن سام بن نوح وكان جبار بمكة، وهو صاحب القينتين المعروفتين بالجرادتين يضرب بهما المثل يقال: تغنت به الجرادتان. وعليه قدم وفد عاد، يستسقون وفيهم لقمان والله سبحانه أعلم. وقيل إن نمرود بن كنعان كان أسمه زرهي ونمرود كان يجري له في التسمية كما يجري لغيره من تلك الاسماء، ولعله وكل من كان يملك مملكته يسمون النماردة. كما تسمى من تقدم ذكره الأكاسرة والقياصرة والطرخنة والفراعنة والعمالقة، وكما تسمى عظماء ملوك اليمن تبع والتبابعة وإن كانت أسمائهم جميعاً الحقيقية غير هذه، وكانت هذه تقوم لهم مقام التسمية بالملك الا الأكاسرة ملوك الفرس فان التجبر حداهم على التسمية بملك الملوك.
وذكر الطبري أن أول من تسمى منهم بذلك أردشير بن بابك، فانه لما قهر ملوك زمانه من ملوك الطوائف وغيرهم وجاءته كتب ملوك الامم من الترك والروم والهند والصين وغيرهم بالطاعة، تسمى بشاهنشاه وتسمى به ولده من بعده وكتبوا به عن أنفسهم، وكتب به اليهم لطول مدة ملكهم وسعة ممالكهم، وأنبساط أيديهم، وأذعان ملوك الأمم بالطاعة لهم