لرتاجه ودليلاً على منهاجه، وروضة تتنزه فيها عيون مواليه، وترتع فيها قلوب محبيه، وليعلم أنهم بالإضافة اليه كما قال التهامي:

أبواعهم في المجد مثل ذراعه ... وقيامهم في المجد مثل قعوده

على أننا لا ننكر شرفهم ولا نجحد ما نالوه من الملك والعز في أزمانهم، ولو لم يكونوا ذوي شرف وملك ومنعة وعز لما قلنا إنه أشرف منهم ولا أعلى قدرا، ولا أعز جانبا وأوسع ملكا، ولا قسنا بين أفعله وأفعالهم ليعلم أنها أحسن وأجمل، ولا نظرنا في سيرته وسيرتهم ليبين لنا أنها أبلغ عزا وأكمل، غير أننا نقول إن خلالهم في أنفسهم وإن شرفوا، وأقدارهم في ملكهم وعزهم وإن كانوا قد عزوا وملكوا مقصرة من خلاله الشريفة في نفسه، وما ناله من العز والبساطة في عصره كما قال زهير:

فضّله فوق أقوامٍ وشرفهُ ... ما لم ينالو وإن شادوا وإن أكرموا

وكما قال آخر:

فضلتهم مع قديم فضلهم ... ليس على من فضلته عارُ

ونعتذر عما نأتي به من كشف أحوالهم، ومعايبهم ومناقصهم ومثالبهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015