وطغيانه وقوله أنا ربكم الأعلى، وأنا أعلم رأفتك ورحمتك فخفت أن يدعوك ثالثة فتجيبه، فأوحى الله سبحانه لو دعاني لأجبته كذا روي فسبحان من لا يقنط من رحمته ولا يوئس من عفوه ومغفرته ومن عنده علم حقائق ذلك وغيره.
وروي أنه كان في عصر بني أسرائيل كل من ملك داراً وضيعة وخادماً وفرساً سمي ملكاً.
وذكر بعض أصحاب السيرة، أن الحارث بن عمرو الملك الكندي هرب من أنوشروان، فأتيعه بالمنذر بن ماء السماء في تغلب وأياد وبَهراء وخلق كثير فأرسلت تغلب من بني آكل المرار ثمانية وأربعين رجلاً، كلهم يسمى بالملك، فضرب المنذر أعناقهم جميعاً بالحيرة ففيهم يقول أمرؤ القيس بن حجر:
ألا يا عين جودي لي شنينا ... وبكي للملوك الذاهبينا
ملوكاً من بني حُجر بن عمرو ... يُساقون العشيّة يُقتلونا