وكذلك ذموا صغر الأفواه، وضيقها، وخفاء الأصوات، كما مدحوا ضد ذلك. وقال الشاعر:

كأن بني دوينة رهط زيد ... فراش حول نار يصطلينا

يطفن بحرها ويقعن فيها ... ولا يدرين ماذا يتقينا

والنساء يتقين من أزواجهن ويشردن من القبح والدمامة.

قال: تزوج امرأة شابة وكان شيخاً فعجز عنها، فقال:

بكف خضم بكرة لو تعلقت ... بحبل غلام رابض لاستقرت

سقاها بماء آجن خيص قلبها ... فقد نهلت منه قلى ثم علت

كأن شآبيب الدموع بخدها ... شآبيب ماء المزن حين استهلت

قال دعبل: أبو زياد الكلابي أعرابي قدم أيام المهدي حين أصابت الناس مجاعة، فأقام

ببغداد أربعين سنة، ومات بها، وكان يقول الشعر. ومن قوله:

أراك إلى كثبان يبرين صبة ... وهذا لعمري إن قنعت كثبيب

فأين الأراك الدوح والسدر والغضا ... مستخبر عمن يحب قريب

وكان نازلا على شط دجلة بالجزيرة، وثم رمل كثير. وكان العباس بن محمد الهاشمي أجرى عليهم حين نزلوا رغيفاً لكل إنسان، فلما كثروا قطعه عنهم. فقال أبو زياد:

إن يقطع العباس عنا رغيفه ... فما فاتنا من نعمة الله أكبر

قال أبو زياد الكلابي، وذكر شراد النساء: تزوج ذروة بن جحفة أحد بني الصموت امرأة تسمى مسكة، وكان رجلا فيه ردة، وكانت مسكة أشد نساء بني كلاب، فلما لقيته نفرت منه فذهبت في الجبال وفي الناس ثم ترد الوردة فتبيت الليالي ثم تجمح. وكان أمير القوم يقال له ابن هشام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015