قال البحتري: كنت في ندمان المتوكل فرأيت في اليوم الذي قتل فيه علامات دلت على قتله منها أنه تجارينا تكبر كسرى وعتوه فوجه وجهه نحو القبلة، فصلى ركعات وقال: أبرأ إلى الله من الكبر والتجبر، وأخذ تراباً فجعله فوق رأسه ووجهه فتطيرت له من ذلك، ثم غنى ابن أبي العلاء صوتاً، فقال: ما بقي من سمع هذا الصوت إلا أنا وأنت. فتطيرت أيضاً له بذلك. ثم أرسلت له قبيحة مطرف خز ما رأيت مثله، فتناوله وشقه، وقال للخادم: قولي لسيدك: إذا مت فادفنيني فيه. ثم سكر ودخل القبة فكان آخر العهد به، وخرجت فلجأت إلى قناة حفرت في البستان إلى أن أصبحت فانتشرت مع الناس.

وقالوا: اللسان البليغ والشعر الجيد لا يجتمعان إلا قليلا، وأعسر من ذلك أن تجتمع بلاغة القلم وبلاغة الشعر. قال الجاحظ: وقد اجتمع ذلك للعتابي.

قال عمران بن حطان:

وشهدت مجمعهم بوجه واضح ... بادي الملاحة والجمال نضير

وبيان أزهر ماجد ذي نجدة ... عال إذا اجتمع الرجال جهير

قال علي بن عبيدة الزنجاني: أتيت الحسن بن سهل بفم الصليخ فأقمت ببابه ثلاثة أشهر لا أحظى منه بطائل فكتبت إليه:

مدحت ابن سهل ذا الأيادي وما له ... بذاك يد عندي ولا قدم بعد

وما ذنبه والناس إلا أقلهم ... عيال له إن كان لم يبن له جد

سأمدحه للناس حتى إذا بدا ... له في رأي عاذلي ذلك الحمد

فكتب إليه: باب السلطان يحتاج إلى ثلاث خلال: مال وعقل وصبر. فقلت: للواسطة: تؤدي عنى؟ قال: نعم قلت: تقول له: لو كان لي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015