ظللت كأني للرماح ذريئة ... أقاتل عن أبناء جرم وفرت
وجاشت إلي النفس أول وهلة ... وردت على مكروهها فاستقرت
ولو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت
قال: والبيت الأول من أمض ما هجى به أحد. والبيت الثاني من أصدق ما قاله فارس. ولا أعلم لعمرو في الجاهلية أسير منه، وهو يقدم على زيد الخيل في البأس والنجدة. وقد شهد حرب القادسية وفتوح فارس كلها، وأبلى فيها بلاء حسنا، وكان له مائة سنة.
وكتب عمر إلى سعد أن يستشير عمراً وطليحة بن خويلد الأسدي الذي كان يتنبأ ثم أسلم في الحرب، ولم يولهما من أمر المسلمين شيئاً. وسيف عمرو الصمصامة يضرب المثل به، ويقال إنه كان لعمرو بن ذي قيفان قتل به عمرو وقتل به، فوهبه عمرو لخالد بن سعيد أيام على اليمن فقال فيه:
خليلي لا أهبه على قلاه ... ولكن التواهب للكرام
خليلي لم أخنه ولم يخني ... كذلك ما خلاني أو ندامى
حبوت به كريماً من قريش ... فسر به وصين عن اللئام
ووصل الصمصامة بعد ذلك إلى موسى الهادي، فقال العتابي:
حاز صمصامة الزبيدي عمرو ... من جميع الأنام موسى الأمين
سيف عمرو وكان فيما سمعنا ... خير ما طبقت عليه الجفون
وقيل إن المتوكل طلبه في الآفاق فقيل له إنه وصل إلى أفريقية، فبعث فيه، فقيل له إنه
وصل إلى اليمن، فوجه في طلبه حتى أخذ له بمال كثير فصقله، فأعجبه، ودفعه إلى باغص التركي، وكان شجاعاً، فيقال إنه قتله به حين دخل عليه مع الذين اتفقوا على قتله غدراً مع المستنصرية.