ذَلِك ودفنت فِي حمى مَسْجِد الوشلى بِصَنْعَاء ورثاها زَوجهَا الإِمَام شرف الدّين بقصيدة تثير الأنين وتبكى الحزين أَولهَا
(هى النَّفس حنت من شَجَّاهَا وَأَنت ... فَفِيمَ تلوم الْعين ان هى شنت)
(مراجل حزن فِي فؤادى أوقدت ... فَمن فيضها تِلْكَ الدُّمُوع استهلت)
(وَهل ينبغى لى أَن أرى الْيَوْم ساليا ... وَفَاطِمَة فِي بَاطِن اللَّحْد سلت)
(عقيلة آل الْمُصْطَفى الطُّهْر والتى ... بِكُل الْأُمُور الصَّالِحَات تحلت)
(فليذة قلبى بل سويداء مهجتى ... ومطلبى من كل شئ ومنيتى)
(وَمَا فاطم إِلَّا من الْحور أخرجت ... لنعرف قد الْحور ثمَّة ردَّتْ)
السَّيِّد الْعَالم التقى الفضيل بن مُحَمَّد بن الْحسن بن احْمَد الْجلَال الْحسنى أَخذ عَن وَالِده وَغَيره نَشأ فِي برد النجابة ودعا العفاف فأسرع إِلَيْهِ فِي الْإِجَابَة وَقَرَأَ الْعُلُوم وشفى بتحصيلها الكلوم وَشرح بعض كتب جده الإِمَام الشهير الْحسن بن احْمَد وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة عَالما عَاملا وورعا تقيا فَاضلا اخترمته الْمنية وَهُوَ فِي سنّ الشَّبَاب وَكَانَ مَعَ علمه ورعه راسخ الْقدَم فِي الْأَدَب وَمَات فِي ثانى وَعشْرين شَوَّال سنة 1099 تسع وَتِسْعين وَألف ورثاه وَالِده بقصيدة طنانة أَولهَا
(كبد تكَاد بحزنها تتصدع ... ومدامع قد قرحتها الأدمع)
(أضنيت حَتَّى خلت أَنى هَالك ... جزعا وَحقّ لَدَى الْمُصِيبَة يجزع)
إِلَى آخرهَا وأرخ وَالِده وَفَاته بقوله من فضل الله على ولدى وكرامته وَله الْمِنَّة أَن التَّارِيخ لميتته جَاءَ فُضَيْل فِي الْجنَّة سنة 1099