وَحدث يَوْمًا وَهُوَ يقْرَأ كِتَابه ذَلِك على النَّاس عَن يحيى بن معِين انه قَالَ إِنَّا لنطعن على أَقوام لَعَلَّهُم قد حطوا رحالهم فِي الْجنَّة مُنْذُ أَكثر من مئتي سنة فَبكى عبد الرَّحْمَن وارتعدت يَدَاهُ حَتَّى سقط الْكتاب
وَقد أَخطَأ فِيهِ غير وَاحِد على غر وَاحِد فجرحوهم بِمَا لَا صِحَة لَهُ من ذَلِك جرح النَّسَائِيّ لِأَحْمَد بن صَالح وَهُوَ حَافظ إِمَام ثِقَة لَا يعلق بِهِ جرح أخرج عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقد كَانَ من أَحْمد إِلَى النَّسَائِيّ جفَاء أفسد قلبه عَلَيْهِ
قَالَ الخليلي الْحَافِظ اتّفق الْحفاظ على أَن كَلَامه فِيهِ تحامل وَلَا يقْدَح كَلَام مِثَاله فِيهِ
قَالَ الشَّيْخ وَالنَّسَائِيّ إِمَام حجَّة فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل
وَوجه هَذَا أَن عين السخط تبدي مساوي لَهَا مخارج صَحِيحَة فِي الْبَاطِن يعمي عَنْهَا حجاب السخط لَا أَن ذَلِك يَقع من مثله تعمدا لقدح يعلم بُطْلَانه فَاعْلَم هَذَا فَإِنَّهُ من النكت النفيسة المهمة
وَقد مضى الْكَلَام فِي أَحْكَام الْجرْح وَالتَّعْدِيل فِي النَّوْع الثَّالِث