المقفي الكبير (صفحة 949)

في ترجمته (?). فلم يأمن جعفر هذا بعد قتل أبيه، وفرّ من القاهرة بإخوته إلى بني جرّاح فأعطوهم الذمام وأجاروهم وأمّنوهم. فبعث الحاكم في طلبهم فدافعوا وسوّفوا. فأعمل الحاكم الحيلة، ودعا بمفلح من جملة عبيده وخواصّهم، فأمره بما أحبّ ثمّ أظهر أنّه سخط عليه فاعتقله وقبض على أمواله وأملاكه وضياعه، وتركه في السجن مدّة.

ثمّ فرّ بحيلة عملها، ثمّ لحق ببني جرّاح (?)، فتوجّعوا له وقاموا بأمره وأنزلوه عندهم.

فخلا بجعفر بن الحسين وإخوته وقال: إنّ هذا الرجل- يعني مفرج بن دغفل بن جرّاح- قد فعل معنا جميلا، ولم يقبل فينا كتابا ولا رسولا، غير أنّ العرب يستميلهم المال، ويخشى أن يبذل الحاكم الرغائب فينا فيبعث إليه بنا كما فعل في أيّام العزيز بالله بفلان وفلان، فيقتلنا بعد أن يمثّل بنا. وابن جرّاح وإن منعه مرّة، فإنّه لا يخرج عن طاعته جملة.

ولم يزل يخوّفهم إلى أن قالوا [297 ب] له: فما ترى؟

قال: أرى أن نبذل مالا لمن يأخذ بنا (?) طريقا يوصلنا إلى بغداد حيث لا ينفذ للحاكم حكم، ولا يقبل منه أمر.

فعزموا على ذلك وساروا، وقد تقدّمت كتب مفلح إلى جيش بن الصمصامة بدمشق، فأقام لهم

الأرصاد على كلّ طريق فما شعروا، وقد نزلوا منزلا، حتى قبض عليهم، [373 ب] فضربت رقبة جعفر وإخوته. وحمل مفلح إلى الحاكم فردّ إليه أمواله وأملاكه ورفع منزلته (?).

1070 - جعفر بن عبد الغفّار الكاتب [- بعد 271] (?)

[374 أ] استكتبه أحمد بن طولون لمّا وجّه كاتبه أحمد بن محمد الواسطيّ (?) إلى العراق، فاضطرب بما حمّله إيّاه من الأمر ولم يكمل له.

فقال حمدان بن خاقان: الأمير أيّده الله يحتاج إلى كاتب أوفى وزنا من هذا الكاتب. فقال له أحمد ابن طولون: أنا أحتمله وأقنع به لأنّه مصري (?).

فقال: والأمير أيّده الله يرى أنّ الكاتب المصريّ أكتب من العراقيّ وأنهض بما يتولّاه؟

فقال: اعلم أنّ أصلح الأشياء لمن ملك بلدا أن يكون كاتبه فيه من أهله، لأ [نّه] يجمع بذلك أشياء يحمدها ويحمد عاقبت [ها]، منها: أنّ عمّال الكاتب وشمله وكلّ ما يملكه معه في بلده.

ومنها أنّ جميع ما يكسبه فيه. وإن كان يرغب في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015