تجارة كانت تجارته فيه، أو في شراء عقار أو بناء كان فيه. ومنها أنّ جميع ما يتجمّل به وولده وعياله و [ما] يعتقده لهم من مال قليل وكثير، ففي بلده، وما يعتقده من ضيعة أو ربع أو ماشية، فكلّه عمارة لبلده. ومنها أنّه رهين بجناية إن كانت منه أو من أحد بسببه. ومع هذا كلّه فأهله ظاهرون لي منصرفون في خدمتي.
والكاتب الغريب ليس كذلك لأنّه يعتقد المستغلّات في بلده النائي عنّي، وجهده [في] عمارة بلده بتخريب بلدي. وهو في كلّ حال متطلّع إلى بلده. فإن اجتمع عليّ منه أن يكون رئيس بلده صارت الخلطة والاختصاص بالمقيمين في بلده بالمواصلات سببا لما لا أريده.
فهذا الذي أكره من كتّاب العراق، وإن كنت عالما بما فيهم من الصناعة وتقدّمهم في الكتابة.
فقال له حمدان: قد أصاب الأمير أيّده الله الرأي، ووفّقه الله.
[375 أ] جعفر بن عبد الله ابن سيّد بونة، الأستاذ أبو أحمد، الخزاعيّ، الأندلسيّ، القسنطانيّ، المقرئ، العابد.
قرأ القراءات على أبي الحسن بن هذيل وسمع منه ومن ابن النعمة. وسمع التيسير من أبي الحسن في سنة ستّين وخمسمائة. وحجّ بعد السبعين وخمسمائة فمرّ بمصر.
وعاد مائلا إلى الزهد والتخلّي، وكان شيخ الصوفيّة في وقته، علا ذكره وبعد صيته في العبادة.
توفّي في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وستّمائة عن سنّ عالية تقارب المائة، وشيّعه خلق كثير، وانتاب الناس زيارة قبره تبرّكا به.
وقسنطانة من عمل دانية (?).
[375 أ] جعفر بن عبد الله بن ثعلب بن جعفر بن علي بن المطهّر بن نوفل، كمال الدين، أبو الفضل، الأدفوّيّ، الشافعيّ.
ولد للنصف من شعبان سنة خمس وثمانين وستّمائة. وسمع من الأثير أبي حيّان، والسرّاج الأرمني، والتاج الدشنائي، وحدّث، وصنّف كتاب «الإمتاع في حكم السماع» (?)، دلّ على اطّلاع كبير، وكتاب «الطالع السعيد في تاريخ الصعيد» نقلت منه في هذا الكتاب كثيرا، وهو كتاب نفيس يشتمل على فوائد وتراجم لا توجد في غيره. ودرس في الحديث بمسجد ابن البابا [و] أعاد بالمدرسة الصالحيّة من القاهرة، وكان مقيما بها، ولم يتزوّج.
توفّي يوم الثلاثاء سابع عشر صفر سنة ثمان وأربعين وسبعمائة (?).
وكان فاضلا، له مشاركة في علوم عديدة، وله خبرة بالموسيقى ومعرفة تامّة بالتاريخ.