غرّبت كي أغرب في ثورة ... أشفي بها كلّ فتى ثائر
لا خير في العيش لمن يغتدي ... في الأرض جارا لامرئ جائر
والأرض ما أوسعها ربّها ... إلّا لتبدو همّة السائر
لا بلّغت لي مهجة سؤلها ... إن لم أوفّ الكيل للغادر
[183 أ] أدي بن جماز (?) بن هبة [الله] بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن القاسم بن المهنّا بن حسين بن المهنّا بن داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الحسينيّ.
حصر المدينة النبويّة في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وعشرين وسبعمائة أسبوعا، وأحرق الباب ودخلها، وقد غاب عنها الشريف كبيش (?) فأخذ غلمانه وأهله وألزمهم بالمال. ففرّ طفيل أخو كبيش وابنه. وكثرت عقوبات الناس حتى اشتدّ الغلاء بالمدينة لانقطاع الجلب. وقتل وديّ القاضي هشام بن عليّ العلويّ، وعبد الله ابن
القائد عليّ بن يحيى، وأفقر جماعة من المياسير حتى احتاجوا إلى السؤال.
فلمّا بلغ الخبر الأمير كبيش قدم، ففرّ وديّ.
وكان الشريف طفيل قدم مصر وشكا وديّ. وعزم السلطان الناصر محمّد بن قلاوون على إرسال عسكر إلى المدينة. فحضر بعد ذلك وديّ إلى مصر، وترافع هو وابن عمّه طفيل إلى السلطان وتحاققا، فظهر الحقّ مع طفيل، فقبض على وديّ (?) في أوّل شوّال منها. وكان كبيش قد قدم أيضا، فبعث السلطان معه الأمير علاء الدين ابن طغريل حتى أوصله إلى المدينة. ولم يزل وديّ مسجونا إلى أن أفرج عنه في يوم الأربعاء خامس شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين [وسبعمائة] وعن خرص ابن أخيه. ورتّب لهما راتب. ثمّ أخرجا بعد مدّة على إقطاع بالشام. فمات خرص. وأعيد وديّ إلى إمارة [183 ب] المدينة شريكا ل [ابن] أخيه طفيل.
ثمّ قدم إلى مصر سنة ستّ وثلاثين، وأفرده بالإمارة، وأنعم على [ابن] أخيه طفيل بإقطاع في بلد حوران من الشام ليقيم هناك.
ثمّ عزل بسعد بن ثابت بن [جماز بن شيحة] (?) في سنة خمسين وسبعمائة. فجمع الجموع، وأخذ أموال الطواشيّة، وقناديل الحجرة النبويّة ونهب الناس بالمدينة، حتّى لم يدع بها إلّا ما لا قيمة له.
ولم يزل فارّا حتّى قدم في محرّم سنة اثنتين وخمسين إلى القاهرة بأمان كتب له. فقيّد وسجن على ما أخذه من أموال أهل المدينة. فأثار أولاده فتنة بالمدينة النبويّة قتل فيها سعد بن ثابت.