المقفي الكبير (صفحة 475)

واجتهد وصيف في أن يكتب له أحد من أهل البلد خطّه فلم يقدر، وبعث المحضر إلى بغداد فكتب إليه الخليفة والوزير بالاعتداد بالمال الذي ادّعى أنّ الأعراب أتلفته. فكتب إلى وصيف بالإنكار وتغريم المال لتقصيره في الحماية. فأخذ ابن بسطام الكتب وأوقف عليها أبا إسحاق كاتب وصيف وقال له: كيف ترى صاحبك؟ فاعتذر إليه بأنّه أعجميّ لا يحسن التأتّي (?). فقال: لا يحسن أن تنصرف إلّا بما كنّا وعدناك به أوّلا. وأعطاه ثلاثة آلاف دينار (?).

قال: رفع إليه الكتب الواردة بتغريم وصيف المال وقال: قل له: لو دخل معنا فيما سمناه إيّاه كان أصلح له. فلمّا بلّغ ذلك إلى وصيف قامت قيامته وخبّأ أن يتلطّف بابن بسطام حتى كتب بإزالة الغرم عنه وحرم ما كان وعد.

ولمّا تقلّد الموصل وديار ربيعة قبض على العامل وأحسن إليه غاية الإحسان ولم يكلّفه شيئا، وأمره برفع حسابه فأتاه به وقرأه كلّه وهو يثني على العامل حتى فرغ وإذا به قد بقي فيه ألف كرّ حنطة سوى شيء كثير من الشعير، فأمره بإسقاط ذلك من الحساب، فقال: لا أحسن أن أسقطه ولا أدري كيف أعمل فيه.

فقال: تقول إنّه بقي في الأهراء حتى عفن وسوّس فاحتيج أن يطرح في دجلة.

فتوقّف في ذلك وقال: وكيف تخفي مثله؟ وإن علم به كان سببا لعطلتي ونكبتي؟ .

فغضب وقال: تسامحي لك وشكري ظنّا أنّك تعرف قدر الجميل. وو الله لأضعفنّه بعدد حبّات ما ذكر من الحنطة والشعير حتى يصحّ ذلك ولأكشفنّ كلّ صغيرة وكبيرة في الحساب ولا قبلت منه شيئا إلّا بألف شاهد بعد ألف صفعة وتقرعة! يا غلمان قيّدوه! فقيّد ما يحتاج أن يسقط من حسابه فأبقاه وأورد أجرة الحمّالين في نقل الغلال التي سوّست حتى طرحت في دجلة، وأحضر إليه حسابا غير الأوّل، فخلع عليه ووصله بمال وشيّعه إلى بغداد.

ثمّ قدم ابن بسطام إلى مصر مشرفا على أبي زنبور الحسين بن أحمد في ولايته خراج مصر مرّة ثانية، ثمّ صرف بابن بسطام في سنة خمس وتسعين ومائتين، فباشر خراج مصر حتى مات في [ ... ] سنة سبع وتسعين ومائتين فولي الخراج بعده ابنه أبو القاسم علي بن أحمد.

694/ 19 - أحمد بن حنبل [164 - 241] (?)

[22 أ] أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيّان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهلبن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، أبو عبد الله، الشّيبانيّ، الإمام الجليل، الصابر على المحنة، الناصر للسنّة.

أصله من مرو، ومولده ببغداد في ربيع الآخر سنة أربع وستّين ومائة. وقدم مصر مع أبيه.

وطلب الحديث في سنة تسع وسبعين وهو ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015