ولد بناحية صندقا من قرى مصر الغربيّة.
وسمع على ابن الرشيد العطّار. وقرأ على الشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام، وحدّث. وتفقّه بالسديد التزمنتيّ وغيره.
وولي إمامة مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سنة إحدى وثمانين وستّمائة ثم أضيفت له الخطابة أيضا مع التدريس، فخطب نحو أربعين سنة. ومرض فسار يريد التداوي بالقاهرة، فمات قبل وصوله في المحرّم سنة ستّ وعشرين وسبعمائة بالسويس عن تسعين سنة.
[187 أ] عمر بن أحمد بن هبة الله، ابن قاضي حلب أبي الحسن وأبي الفضل أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة- واسم أبي جرادة عامر- بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل، العقيليّ، الحلبيّ، أبو القاسم، كمال الدين، ابن قاضي القضاة أبي الحسن، ابن قاضي القضاة أبي الفضل، ابن قاضي القضاة أبي غانم، ابن أبي الفضل، الحنفيّ، الإمام، العالم، الوزير، الصاحب، المعروف بابن العديم.
ولد بحلب سنة تسع وثمانين وخمسمائة.
وسمع الحديث من أبيه وعمّه أبي غانم محمد وابن طبرزد والافتخار والنديّ وابن الحرستانيّ وجماعة كثيرة بدمشق وحلب والقدس والحجاز والعراق وغير ذلك. وحدّث وفقّه وأفتى ودرّس وصنّف.
وكان إماما في عدّة فنون وترسّل إلى
الخلفاء والملوك مرارا عديدة. وكان جيّد المعرفة بالحديث حسن الظنّ بالفقراء وأهل الخير محسنا إليهم. وأقام بدمشق في أيّام الملك الناصر يوسف ابن العزيز مدّة.
وقدم إلى مصر مرارا. ومات بها في يوم [العشرين من جمادى الأولى] سنة ستّين وستّمائة. وكان محدّثا حافظا صادقا، مؤرّخا، فقيها حنفيّا، كاتبا منشئا بليغا، رأسا في الخطّ المنسوب، لا سيّما النسخ والحواشي. أطنب الدمياطيّ في وصفه وقال: ولي قضاء حلب خمسة من آبائه متتالية.
وقال ياقوت: سألته: لم سمّيتم بني العديم؟
فقال: سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه.
وقال هو: اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون به ولم يكن في نساء أهلي من يعرف بهذا.
ولا أحسب إلّا أنّ جدّ جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى كان مع ثروة واسعة ونعمة شاملة يكثر في شعره من ذكر العدم وشكوى الزمان فسمّي بذلك. فإن لم يكن هذا سببه فلا أدري ما سببه.
وقال: ختمت القرآن ولي تسع سنين، وقرأت بالعشر ولي عشر سنين، ولم أكتب على أحد مشهور، إلّا أنّ تاج الدين محمد بن أحمد ابن البرقطي البغدادي ورد إلى حلب فكتبت عليه أيّاما لم يحصل منه فيها طائل.
وله: كتاب الدراريّ في ذكر الذراريّ جمعه للملك الظاهر يوم ولد له ابنه الملك العزيز. وكتاب ضوء الصباح في الحثّ على السماح. وكتاب الأخبار المستفادة في ذكر بني جرادة. [و] كتاب في الخطّ وعلومه ووصف أدواته وطروسه وأقلامه.
وكتاب دفع التجرّي عن أبي العلاء المعريّ.