وتسلطن بعده (?) [ف] خاف من الأمير شمس الدين كرتاي التتري (?) نائب الغيبه بقلعة الجبل أن يقيم الملك المجاهد أنص (?) ابن العادل كبتغا في السلطنة إذا بلغه ما وقع فأشار الأمير سيف الدين الحاج بهادر الحاجب (?) بإرسال طقصبا إليه ليعده عن السلطان كلّ جميل، فإنّ الجنس يميل إلى الجنس [ ... ].
فطلب طقصبا وعرف ما يقوله ووعد بأنّه إذا تمّ الأمر بمصر على يديه أنعم عليه بإمرة.
فتوجّه من العوجاء يريد القاهرة، وكان قد سبق الخبر إلى المجاهد ابن كتبغا ووافقه كرتاي وقطلوبرس العادليّ (?) وشرعوا في تدبير أمورهم وتحليف العسكر للمجاهد. فوافى طقصبا بكرتاى حموّه (?) حتى دخل في طاعة المنصور لاجين، وكتب بذلك هو والأمراء، ونودي في القاهرة بسلطنة لاجين، وأمر الخطباء بالدعاء له على المنابر. وأذعن المجاهد أنص وسلّم بغير مدافعة، فعاد طقصبا بكتب الأمراء إلى لاجين فعظم سروره وخلع عليه. وسار إلى القاهرة فملك قلعة الجبل وتمّ له أمره في صفر سنة [ستّ] وتسعين وستّمائة كما ذكر في ترجمته (?).
فلمّا تمكّن أمّر جماعة من أتباعه، منهم طقصبا.
وولي بعد ذلك قوص، وغزا النوبة في سنة خمس وسبعمائة وعبر إلى دنقلة (1*) وعاد بعد غيبته بالعسكر تسعة أشهر.
ثمّ جرّده الملك الناصر إلى مكّة في شوّال سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، ومعه من الأمراء بيدرا (2*) وآي دغدي الخوارزمي (3*) وصاروجا الحساميّ (4*) في عدّة من الأحناد ليقبض على الشريف حميضة بن أبي نميّ (5*) لكثرة ظلمه. فلمّا قدم مكّة فرّ حميضة إلى جهة اليمن، فأقام عوضه أبا الغيث ابن أبي نميّ، وأقام بالعسكر شهرين بعد الموسم. وعاد إلى القاهرة، ومضى إلى قوص (6*).
وغزا النوبة، ومعه من أمراء مصر مغلطاي (7*) أمير مجلس، وساطي السلاحدار (8*) وأزبك الجرمكي (9*)، وأيدمر الدوادار (10*)، وعلي بن