قراسنقر (?)، وشيخو الدميثري (?) في عدّة من أجناد الحلقة. وتقدّمها فمرّوا على صحراء عيذاب إلى سواكن (?)، وأوقعوا بالسودان، وقتلوا منهم عددا كبيرا، ومرّوا إلى دنقلة. وعاد العسكر إلى القاهرة في أوّل جمادى الآخرة سنة ستّ عشرة [14 ب] وسبعمائة بعد ما غابوا ثمانية أشهر.
ثمّ جرّده إلى عيذاب في سنة تسع عشرة.
ومات عن مائة وعشرين سنة في [ ... ] سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وهو يركب الخيل ويرمي بالنشّاب، ويأكل بنهم أكلا جيّدا.
[15 أ] طلحة بن محمد بن علي بن وهب بن مطيع، وليّ الدين، أبو محمد، ابن قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد.
ولد في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستّين وستّمائة. وسمع من الحافظ عبيد الأسعرديّ (?)، وبهاء الدين القفطيّ، وعزّ الدين الحرّاني وغيره.
وبرع في الفقه وكتب وعلّق وأفاد. وناب عن أبيه في الحكم.
توفّي سنة ستّ وتسعين وستّمائة.
وكان فقيها نبيلا ذكيّا. وقال عنه أبوه إنّه يعرف مذهب الشافعيّ.
أحد بني بكر بن كلاب. كان راميا فكان يضع السهم حيث يريد فلا [16 أ] يخطئ. وكان مع الضحّاك بن قيس يوم مرج راهط (2*)، فأشجى مروان ابن الحكم. فلمّا هزمت قيس كان مع ناتل (3*) بن قيس بفلسطين. فلمّا هزمهم مروان أيضا لحق بمصر فيمن صار إليها من أصحاب ناتل، فكان مع بني فهم. وكان رأسا في أيّام الخندق، فلقي أصحاب مروان منه ما لم يلقوا من أحد، وكانت سهامه تأتيهم قد كتب عليه اسمه. فيقال إنّه قتل يوم الخندق من أهل الشام اثني عشر عريفا سوى من قتل من سائر الناس.
فلمّا صلح حال أهل مصر مع مروان لحق طهمان بعبد الله بن الزبير وكان معه حتّى قتل (4*).
فطلبه عبد الملك بن مروان وأهدر دمه. ففرّ إلى نجران، فوجد رجلا من بني عبس طريدا فاصطحبا وكانا يتوحّشان ولا يقربا [ن] الناس. فقال طهمان في ذلك [طويل]:
فإنّي والعبسيّ في أرض مذحج ... لما كانت الدنيا لمغتربان
(5*)