وكان حسن السيرة أمينا ديّنا مهابا، لم يعرف عنه أنّه قبل لأحد هديّة. وكانت مدّة أيّامه في نقابة الجيش نحو أربع وعشرين سنة. وترك مالا عظيما، وبنى عدّة مساجد، وأنشأ الجامع والخانقاه على شاطئ النيل بخطّ أراضي بستان الخشّاب (?)، وكانا من أحسن الأماكن إلى أن خربا لخراب ما حولهما منذ كانت الحوادث والمحن من سنة ستّ وثمانمائة. وأنشأ أيضا المدرسة الطيبرسيّة التي بها قبره بجانب الجامع الأزهر من بحيرته (?)، ولم يبن بالقاهرة نظيرها. ولمّا تمّ بناؤها أحضر إليه مباشروه حساب مصروفها، فلم ينظر فيه وقال: شيء خرجنا عنه لله، ما نحاسب عليه.
الأمير علاء الدين الأعمى، أحد أمراء مصر الصالحيّة وشجعانها، أضرّ في آخر عمره وأقام بالقدس على نظره. وكان كثير المعروف، له بالقدس مدرسة ورباط. وله أيضا ببلد الخليل وبالمدينة النبويّة آثار فاضلة. وكان عارفا بالخيل معتنيا بتربيتها، ونال منها حظّا وافرا فكان يقصد للشراء من نتاجه، ويبلغ ثمن فرسه من خمسة آلاف درهم إلى عشرة آلاف. وكان بعد عماه، إذا جيء له بفرس من أولاد خيله، قام إليه وجسّه ثم قال: هذا من أولاد خيلي! - فلا يخطئ. ويذكر أنّ له علامة بمعرفة الفرس (?).
ومات بالقدس في شوّال سنة ثلاث وتسعين وستّمائة.
[4 ب] أحد الأمراء الناصريّة. تنقّل في الخدم حتى ولي نيابة حماة. ثم ولي الأستداريّة الكبرى بمصر في شوّال سنة ستّ وعشرين (2*) وسبعمائة.
ثم أخرج إلى دمشق أميرا في شوّال سنة ثلاث وخمسين. ثم صرف عن الأمر لحد سؤاله (3*) [ف]- خرج إلى مصر ...
تنقّل في الأمر، فكان أميرا بحلب في خدمة أرغون شاه (5*). ثمّ تولّى على إمرة دمشق لمّا انتقل أستاذه إلى نيابتها، ثم ولي الحجوبيّة (6*) بها. ثمولي نيابة قلعة المسلمين في ذي الحجّة سنة خمسين [وسبعمائة]. ثم عاد أميرا بحلب ثم انتقل إلى دمشق أميرا بعد بيبغا أروس [القاسميّ] (7*).
تأمّر بمدينة صفد، ثم نقل على إمرة بدمشق،