المقفي الكبير (صفحة 1426)

على أكابر دمشق وأخرجهم بعيالهم وأهانهم، ومكّن العربان من شراء الغلال فجلبوا الجمال وباعوها بأضعاف قيمتها، لتخويفهم الناس من التتار، واشتروا بثمنها الغلال بأرخص شيء، وذلك عند جفلة (?) إلى مصر.

ومات في خامس عشر من ذي الحجّة سنة تسع وثمانين وستّمائة. وخلّف مالا عظيما، وأوصى بثلاثمائة [ألف] درهم تنفق في العساكر. وعمّر بمدينة مصر مدرسة مليحة ورتّب بها درسين:

درسا للفقهاء الشافعيّة و [درسا] لفقهاء المالكيّة، ووقف خانا بظاهر دمشق على الصدقات، وكان ديّنا كثير الصدقة، له مكارم وصدقات كثيرة.

وكان شجاعا مقداما.

وكان إذا خرج للغزاة لا يقدر أحد من جنده أن يعلّق له قدرا: فإنّهم كلّهم كانوا يلازمون سماطه (?)، ولكلّ غلام من غلمانهم زندمة (?) طعام وقطعة لحم. وكان مع ذلك لا بدّ أن يتفقّد حوائجهم.

وكان يسكن مدينة مصر.

1405 - طيبرس الخزنداري [- 719] (?)

الأمير علاء الدين. أصله من مماليك الأمير بدر الدين بيليك الخازندار (?) ونائب السلطان بمصر

في الأيّام الظاهريّة. ثم انتقل إلى الأمير بدر الدين بيدرا (1*) وتنقّل في خدمه حتّى باشر ديوان بيدرا بدمشق. فرأى الأمير حسام الدين لاجين نائب الشام في منامه كأنّ لاجين قد وقع في بحر متلاطم الأمواج، فتارة يخفى في الماء وتارة يطفو، وقد اشتدّ هبوب الرياح، ثمّ إنّ الريح سكنت وركد موج البحر. فصعد وهو على فرس أشهب بهيئة الملوك، وسار في موكب جليل مثل موكب السلطان.

فقصّ عليه هذه الرؤيا. فأعجبته، ووعده، إن صحّت رؤياه، بإمرة، وعاهده على ذلك. فصار يتقرّب إليه ويلازمه. فولّاه نيابة قلعة الصبيبة نيابة عنالأمير بيدرا عند ما أنعم عليه بها. فباشرها إلى أن قتل بيدرا. فعاد إلى دمشق حتى ولي لاجين السلطنة (2*). ومات الأمير سيف الدين بلبان الفاخريّ (3*) نقيب الجيش في [3 ب] ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وستّمائة، [ف] أحضره الملك المنصور لاجين من دمشق إلى القاهرة وجعله نقيب الجيش عوضا عن الفاخريّ. فباشرها إلى أن مات بالقاهرة يوم [ ... ] العشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وسبعمائة (4*)، ودفن بمدرسته الطيبرسيّة (5*) بجوار الجامع الأزهر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015