المقفي الكبير (صفحة 1358)

فيروز شاه ومطل بثمنها خلفا، ثمّ أبى أن يعطيه إلّا من حساب كلّ فرس سبعمائة وخمسين تنكة رابح. فوقع ما بينهما وتشاجرا. ولم يكن لخلف به طاقة فترامى على الخان أحمد المكنّى بأبي المغازي وشكا إليه حاله مع نور الدين فرحّب به ووعده بالقيام معه. فلازمه خلف يتردّد إليه حتّىعرّف الخان أحمد أخاه السلطان فيروز شاه (?) بأمره وتعصّب له بحيث قال للخان: كيف يحلّ لك أن تغزو الكفّار على خيل تاجر لم يأخذ ثمنها؟

فدافع السلطان عن نور الدين وطلب من يشهد بما كان بينه وبين خلف، فأعلمه الخان بأنّ السيّد الشريف طعمة ابن أبي القاسم ابن الرضيّ الحسينيّ كان بينهما في ذلك فرضيه واستدعاه ليخبره الخبر فترامى نور الدين على ملك التجّار يومئذ- ويقال له: بايزيد- فطلب السيّد طعمة وقرّر معه أن لا يشهد بينهما إلّا بأنّ الفرس بسبعمائة وخمسين تنكة وأنّه متى يشهد بغير ذلك تغيّر خاطره عليه. فلمّا دخل على السلطان والخان أبو المغازي قائم في الخدمة بين يديه، ونور الدين وملك التجّار أيضا قائمان في الخدمة سأله السلطان عمّا كان بين نور الدين وخلف، فقال: كنت حاضرا وقد طلب نور الدين خلفا، فلمّا جاء توسّطت بينهما على سعر ثمانمائة وخمسين تنكة كلّ فرس فلم يرض خلف بذلك وخرج من بيت نور الدين.

فقال السلطان لنور الدين: إذا كان السيّد قد شهد بأنّ خلفا لم يرض بسعر ثمانمائة تنكة كلّ فرس كيف يكون قد أخذ على سعر سبعمائة وخمسين؟ وأمره أن يدفع إلى خلف ثمن خيله على سعر ألف تنكة الفرس. فشقّ ذلك على ملك

التجّار وخجل خجلا ما فوقه خجل من أجل أنّه كان قد قرّر مع السلطان فيروز شاه أنّ أخاه أحمد خان كذب وأنّ السيّد طعمة ما يشهد إلّا على سعر سبعمائة وخمسين.

فلمّا انفضّوا من الخدمة السلطانيّة قبّل الخان أحمد ما بين عيني السيد طعمة وشكره وأثنى عليه.

فتنكّر الملك (?) بايزيد على السيّد طعمة وقطع له سبعة آلاف تنكة كانت له عنده، فلم يمهل بعد ذلك إلّا نحو سنة حتى مات، فأخذ الخان للسيّد ذلك من تركته. وتقدّم السلطان فيروز شاه إلى الخان أحمد بأن يكون خلف يجلب الخيل للسلطان، فامتثل ذلك وبعث به إلى جزيرة هرمز ليأتيه بالخيول العربيّة، وأرسل صحبته خادما له يقال له مبارز وكتب إلى صاحب مهايم (?) يأمره بخدمته ويوصيه به فلم يعبأ بذلك وحمله في مركب إلى هرمز فاستخفّ أهل المركب به وألقوا بعض متاعه في البحر. فلمّا وصل بندر هرمز واشترى ما أراد من الخيل وركب البحر ومضى في البحر نحو يوم انفتح المركب فعاد إلى هرمز وأقام بالبندر نحو خمسة عشر يوما. ثمّ سار في مركب آخر حتّى أرسى على بندر مهايم وطلب من أهلها ما رماه صبيانهم من قماشه فغاضبوه ونالوا منه فمضى عنهم إلى كلبرجة وقاد الخيل إلى السلطان فيروز شاه فأعجب بها إعجابا كثيرا وثمّنها له بثلاثة وأربعين ألف تنكة رابح.

فاتّفق [أن] تحدّث وزراء السلطان فيروز معه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015