المقفي الكبير (صفحة 1359)

في الخان أحمد حتى تغيّر عليه كما تقدّم في ترجمته (?). فلمّا خرج الخان أحمد من كلبرجة سار خلف معه إلى ظاهر المدينة فأمره بالعود فلم يفعل وقال: لا أبرح في خدمتك. فقال له: أنت رجل تاجر، ما عليك من هذا الأمر. ادخل وخذ مالك الذي بالديوان- يعني ثمن الخيل الذي تقدّم ذكره. فقال خلف: أنا ومالي فداء رأسك، إن شاء الله (تع) بسعادتك آخذ مالي من خزانتك- يريد أنّه يأخذ السلطنة- فألحّ عليه الخان في العود عنه إلى المدينة وهو لا يقبل، ثمّ سار معه وترك زوجته وجواريه وعبيده ومتاعه، فحظي بذلك عند الخان، ووعده إن أظفره الله ليجعلنّه ملك التجّار ولا ي [تغ] يّر عليه أبدا ويكون أعزّ الناس عنده.

فقدّر الله (تع) بأنّه تسلطن [550 أ] كما ذكر في ترجمته (?)، فوفّى له بما عاهده عليه ووعده به وجعله ملك التجّار فصار في اليوم إنّما يقال له:

الملك خلف وحمل إليه ثمن خيله وأضعف له أثمانها ثلاثة أمثالها ومبلغه مائة ألف [و] تسعة وعشرون ألف تنكة رابح عنها ثلاثة لكوك (?) تنكة، وأنعم عليه بجواري السلطان فيروز شاه اللاتي كنّ عنده أعزّ من زوجاته، وكتب له مرسوما بإسقاط العشور عن جميع ما هو له وينسب إليه وأقطعه أربعين بلدا وقفها عليه وعلى أولاده وأولاد أولاده وعقبه ونسله. ويتحصّل من هذه البلاد في كلّ سنة أربعون ألف تنكة رابح وفوّض إليهأن يفعل جميع ما يرى فيه المصلحة. ولم يتّفق ذلك لأحد سواه، فصار يقتل ويصلب وينهب بغير مراجعة السلطان.

فلما استقرّ أمره تذكّر ما فعله به أهل مهايم فبعث إليهم مرسوم السلطان بأن يقوّموا له ثمن قماشه فدفعوا إليه أربع مراكب ثمنها عشرون ألف تنكة رابح وأهدوا إليه هديّة بنحو ثلاثين ألف تنكة فحوّل البندر إلى قريب منهم ووالى الطلب منهم ثمّ أخذ بندرهم وقتل منهم خمسة آلاف رجل وسلبهم أموالهم، كلّ ذلك لحنقه عليهم. ثمّ سار على قلعة باسوطة وملكها- وكان السلطان فيروز شاه قد عجز عنها ثمّ أخذ قلعة أخرى يقال لها كرهل سنكي وقلعة ثالثة يقال لها: تنك. فاتّفق أنّ بعض أمراء السلطان عصا عليه وكان بيده ثماني قلاع، فسار إليه وأخذه وملك قلاعه الثماني، ولم يزل مظفّرا لم يتوجّه إلى أمر إلّا وظفر منه بما يريد، هذا مع الجود والكرم والسخاء الذي يخرج فيه عن الحدّ مع محبّة العلم وأهله والاشتغال به وتعظيم السادة الأشراف وإفاضة المال الجزيل عليهم. وله في كلّ يوم عاشوراء مال يفرّقه على الأشراف وطلبة العلم والفقراء والمساكين، مبلغه اثنا عشر ألف تنكة رابح، وفي كلّ سنة يفد عليه من برّ العرب خمسمائة رجل فمنهم من يدفع إليه جائزته ويعيده إلى بلاده، ومنهم من يقيم عنده فيرتّب له ما يقوم به حتى صار له جند من العرب عدّتهم سبعمائة رجل، فعزّت به العرب في بلاد الهند حتى إنّه إذا خرج العربيّ من قبله أخذ بعصاه ما لا يأخذه العجميّ بسيفه لمهايته وعزّتهم في أيّامه.

وله شعر رأيت منه قطعة بمكّة شرّفها الله، وله من قصيدة [ ... ] (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015