سمع من عبد الغنيّ بن سعيد وغيره. مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
أحد ثوّار المغرب. صعد في بني هراش (?) إلى قلعة منيعة واجتمع إليه خلق كثير من قبائل البربر.
فزحف إليه أبو الفتوح يوسف بن زيري بن مناد خليفة المعزّ على إفريقيّة وبلاد المغرب في عساكر عظيمة ونزل عليه فقاتله أربعة أيّام فمات من الطرفين خلق عظيم حتى أخذ القلعة في يوم الأربعاء عاشر شعبان سنة أربع وستّين وثلاثمائة ودخلت إليه خيله وقد فرّ خلق. فقتل فيها من الخلق ما لا يحصى عددهم وبعث منها سبعة آلاف رأس طيف بها في القيروان.
ثمّ حمل منها إلى مصر عدد كبير طيف به في القاهرة وغنم أصحاب أبي الفتوح ما كان بالقلعة.
ووصل خلف إلى بلاد كتامة فقبضوا عليه وعلى ابنه وأخيه وخمسة من بني عمّه وحملوهم إلى أبي الفتوح فبعث بهم إلى مدينة القيروان فشهّروا بالمنصوريّة يوم الانين لخمس خلون من شهر رمضان ثمّ قتلوا وصلبوا وحملت رءوسهم إلى مصر فطيف بها في القاهرة في شوّال، فلذلك ذكرت خلفا هذا، وهو من شرط هذا الكتاب (?).
[549 أ] خلف بن حسن بن مهيوب بن ناصر بن مقدّم، القحطانيّ، ملك التجّار، القائم بدولة السلطان شهاب الدين أبي المغازي أحمد شاه متملّك كلبرجة (?) وغيرها من بلاد الهند.
ولد في حدود سنة تسعين وسبعمائة بحصن القرمطيّ من الأحساء- وهي هجر- ونشأ في كفالة أبيه، وكان من شيوخها.
فلمّا بلغ مبالغ الرجال مضى إلى جزيرة هرمز بفرسين ربّاهما حتى صارا من عتاق الخيل، واستدان ما اشترى به معهما أربعة أفراس أخر، وعبر البحر إلى كلبرجة من بلاد الهند، فاشتراها منه الفقيه شمس الدين محمد الميمونيّ وهو يومئذ القائم بأمر الدولة، وتوسّم فيه النجابة فدفع إليه أربعة آلاف تنكة (?) ليشتري له بها خيلا.
فمضى إلى هرمز وعاد فابتاع اثني عشر فرسا ورجع إلى كلبرجة بها وبما اشتراه لنفسه، فوجد الميموني قد مات. فأخذها منه نور الدين عليّ ابن الفقيه شمس الدين محمد الميمونيّ [ ... ] وهو يومئذ رئيس كلبرجة بعد أبيه على سعر ألف تنكة رابح (?) كلّ فرس، وقدّمها نور الدين إلى السلطان