فتشقّ البحار في الليل شقّا ... حركات تولّدت من سكون
لك في الخنّ حين تنزل فيه ... نفثات شبيهة بالجنون (?)
وكأنّ القمتر في يدك اليم ... نى بليل عكاز أعمى مهين (?)
20 تحرث الأرض بالمنابل حرثا ... وتدقّ الأوتاد دقّ القيون (?)
بسواري سنط غلاظ جفاة ... قطّعت من حراج سفط رشين (?)
تحمل القمح للرّحا في قفاف ... عملت في رشيد أو سنديون (?)
فإذا ما انتهى وصار دقيقا ... صرت للفرن في محلّ العجين
فتهيّي خبزا غليظ الحواشي ... فيه طعم الكمّون والأنسون (?)
25 كم لعمري حملت حملا ثقيلا ... لم تقل عند ذاك: هل من معين؟
فالجواعيس والدواميس تشكو ... شجوها دائما إلى القطقون (?)
والأروبات والطوانس تبكي ... بدموع تزري بدمع العيون (?)
كانت المركب التي كنت فيها ... حرما آمنا كحصن حصين
وهي اليوم بعد فقدك عطل ... بل حطام ملقى ليوم الدين
وقال يرثي قزّازا اسمه ياسين [طويل]:
بكى فقدك المكّوك والمقبض السّنط ... وناح عليك النير والتخت والمشط
وتنتحب المطوى عليك، وطالما ... توسّدتها، والزور يدفعه القطّ (?)
وأعولت الألطاخ والمغزل الذي ... تدوّره فيها أناملك السّبط (?)
أنامل لم تخلق لشيء سوى السّدى ... وللّقط والتخليص، يا حبّذا اللقط!
وصائحة ولهى عليك حزينة ... مدلّهة والحقّ أحكمه الخرط (?) 5
وتحسب أصوات اللطوخ لدى السّدى ... حمائم برج طرن نفّرها القطّ
وقاعدة، والعود منها مجدّد ... كشمعة صبح لم يش [ن] رأسها القطّ