النفيس، ثقة الخلافة، عمدة الإمام، شرف الأحكام، أمين الملك، عزّ القضاة، سراج الدين، وليّ أمير المؤمنين.
توفّي في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
ومن شعره يرثي بحريّا [خفيف]:
من لجرّ اللبان في النعلين ... ولإلقا المرسى على الأنبطين؟ (?)
واعتقال المدرى وقد سكن الري ... يح برغم السفّار في تشرين (?)
والمجاديف من بها يستقلّ ... بعد ما قد أتاك ريب المنون؟
من يرصّ اليروق في الجنب رصّا ... ويسدّ المأوات بالسّرقين؟ (?)
5 من تراه من بعد فقدك أضحى ... حامل العبء ماسك النقرون؟ (?)
من يلالي لصحبه كلّ وقت ... بنشيد جذل وصوت حنين؟ (?)
يطرب الأروع الحليم فيلهو ... ويسلّي بالحسن قلب الحزين
وإذا ما صعدت فوق القرايا ... قلت: مدّوا إليّ حبل القوتين (?)
وامسكوا الراجع القويّ وشدّوا ... طرفيه بالجدّ والتمكين (?)
فتنادي بالهال والهين صوتا ... منه تنهدّ شاهقات الحصون (?) 10
وإذا ما الرياح هبّت شمالا ... صحت فيهم: أرخوا حبال القرون!
وإذا ما الرياح هبّت جنوبا ... واستمرّت أقلعت بالدّلون (?)
وترى في البحار ليلا وصبحا ... طافيا راسيا كمثل النون
كنت في الصيف في نعيم مقيم ... والشتا أنت في العذاب الهون
كم لعمري سريت من تحت بوش ... في الدياجي أصبحت في الطلموني (?) 15
تهتدي في الظلام بالقطب والجد ... ي، وفي الصبح بالضياء المبين