المقصد الارشد (صفحة 969)

وَقَالَ (إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون) يزْعم هَذَا البصرى أَنه قد أنْفق على الْعلم مَالا عَظِيما وَهُوَ لَا يهتدى إِلَى سنة رَسُول الله

فَكتب إِلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

الْحَمد لله الذى جعل فى كل زمَان بقايا من أهل الْعلم يدعونَ من ضل إِلَى الْهدى وينهونه عَن الردى يحيون بِكِتَاب الله الْمَوْتَى وبسنة رَسُول الله أهل الْجَهَالَة والردى فكم من قَتِيل لإبليس قد أحيوه وَكم من ضال تائه قد هدوه فَمَا أحسن اثارهم على النَّاس ينفون عَن كتاب الله عز وَجل تَحْرِيف الغالين وانتحال المبطلين وَتَأْويل الضَّالّين الَّذين عقدوا ألوية الْبدع وأطلقوا عنان الْفِتْنَة يَقُولُونَ على الله وفى الله تَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا فى كِتَابه بِغَيْر علم فنعوذ بِاللَّه من كل فتْنَة مضلة وَصلى الله على مُحَمَّد أما بعد

وفقنا الله وَإِيَّاكُم لما فِيهِ طَاعَته وجنبنا وَإِيَّاكُم مَا فِيهِ سخطه واستعملنا وَإِيَّاكُم عمل العارفين بِهِ الْخَائِفِينَ مِنْهُ إِنَّه الْمَسْئُول ذَلِك أوصيكم ونفسى بتقوى الله الْعَظِيم وَلُزُوم السّنة فقد علمْتُم بِمَا حل بِمن خالفها وَمَا جَاءَ فِيمَن اتبعها

فَإِنَّهُ بلغنَا عَن النبى أَنه قَالَ إِن الله ليدْخل العَبْد الْجنَّة بِالسنةِ يتَمَسَّك بهَا فامركم أَن لَا تؤثروا على الْقرَان شَيْئا فَإِنَّهُ كَلَام الله وَمَا تكلم الله بِهِ فَلَيْسَ بمخلوق وَمَا أخْبركُم بِهِ عَن الْقُرُون الْمَاضِيَة فَغير مَخْلُوق وَمَا فى اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَمَا فى الْمُصحف وتلاوة النَّاس وكيفما قرىء وكيفما وصف فَهُوَ كَلَام الله غير مَخْلُوق

فَمن قَالَ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015