المقصد الارشد (صفحة 841)

وبرع فِي ذَلِك وَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن الدَّامغَانِي

قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ عَارِف بالعلوم متفنن الْكَلَام حُلْو الْمنطق مليح الْمُجَاورَة مَا رَأَيْت أجمع للفنون مِنْهُ نظر فِي كل علم وسمعته يَقُول نَدِمت فِي علم تعلمته إِلَّا الحَدِيث وَعلمه

وَكَانَ سريع النّسخ حسن الْقِرَاءَة للْحَدِيث سمعته يَقُول مَا ضيعت سَاعَة من عمري فِي لَهو وَلعب وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن الْجَوْزِيّ ثَنَاء كثيرا قَالَ وسمعته يَقُول يجب على الْمعلم أَن لَا يعنف وعَلى المتعلم إِن لَا يأنف وسمعته يَقُول من خدم المحابر خدمته المنابر وَأنْشد

(لي مُدَّة لَا بُد أبلغهَا ... فَإِذا انْقَضتْ وتصرمت مت)

(لَو عاندتني الْأسد ضارية ... مَا ضرني مالم يجي الْوَقْت)

توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَت جنَازَته حافلة وَأوصى أَن يكْتب على قَبره (قل هُوَ نبؤ عَظِيم أَنْتُم عَنهُ معرضون) وشيع إِلَى مَقْبرَة بَاب حَرْب وَدفن إِلَى جَانب أَبِيه قَرِيبا من بشر الحافي

وَكَانَ وَالِده عبد الْبَاقِي من أكَابِر أهل بَغْدَاد والملازمين للْقَاضِي أبي يعلى

شَيخا صَالحا مُحدثا معدلا سمع الحَدِيث وَحدث توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015