المقصد الارشد (صفحة 1001)

وأبى الْفَتْح بن المنى وبرع فى الْمَذْهَب وناظر وَتكلم فى مسَائِل الْخلاف وَكَانَ يدرس بمدرسة جده ويعظ بهَا وَعقد مجَالِس لإملاء للْحَدِيث وَكَانَ يملى الحَدِيث من حفظه وَالنَّاس يَكْتُبُونَ وأملى فى مجْلِس حكمه وَكَانَ عَظِيم الْقدر بعيد الصيت مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَقد وَقع بَينه وَبَين أَبى الْبَقَاء العكبرى وَابْن الجوزى مُنَازعَة فى أَحَادِيث الصِّفَات وَثَبت هُوَ على إِقْرَاره كَمَا جَاءَ من غير تَأْوِيل وَلَا إِنْكَار وانتشر الْكَلَام حَتَّى خرج الْأَمر من جِهَة الْخلَافَة بِالسُّكُوتِ من الْجِهَتَيْنِ حسما للفتنة

وَهُوَ أول من دعى من أَصْحَابنَا بقاضى الْقُضَاة وَإِنَّمَا ولى بِشُرُوط مِنْهَا أَن يُورث ذوى الْأَرْحَام فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وعزل فى اخر عمره وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وانتفعوا بِهِ وَفِيه يَقُول الصرصرى فى قصيدته اللامية الَّتِى امتدح فِيهَا الإِمَام وَأَصْحَابه

(وَفِي عصرنا قد كَانَ فِي الْفِقْه قدوة ... أَبُو صَالح نصر لكل مُؤَمل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015