بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صفر وجهز مَعَه من أَصْحَابه الميامين عدَّة نفر وَأمرهمْ أَن يشنوا على بني الملوح الْغَارة ويبادروا إِلَى أَخذ مَا لَهُم من السِّلَاح والشارة فَسَارُوا حَتَّى دنوا من الكديد ومضوا رافلين فِي حلل النَّصْر والتأييد فكمنوا فِي نَاحيَة الْوَادي منتظرين إِصَابَة الْعِزَّة من أهل النادي ثمَّ شنوا الْغَارة عَلَيْهِم وَاسْتَاقُوا مَا كَانَ من النعم لديهم فاتبعوا آثَارهم وقصدوا ضرارهم فَلَمَّا أَدْركُوهُم حَال بَينهم السَّيْل وَرَجَعُوا متباينين فريقا بالنيل وفريقا بِالْوَيْلِ
(لله غَالب الَّذِي غلب العدى ... قهرا وفاز من الْهِدَايَة بِالنعَم)
(لما أَتَى أهل الكديد عَلَيْهِم ... شن الإغارة ثمَّ أقبل بِالنعَم)