بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جُمَادَى الْآخِرَة وجهزه إِلَى جذام فِي خَمْسمِائَة من ذَوي الْوُجُوه الزاهرة حَيْثُ عارضوا دحْيَة الْكَلْبِيّ وَقَطعُوا عَلَيْهِ الطَّرِيق وقابلوه فِي سلب مَتَاعه وانتهاك حرمته بِمَا لَا يَلِيق فَسَارُوا وَمَعَهُمْ دَلِيل من بني عذرة حَتَّى هجموا فِي صبح أَسْفر على كل مِنْهُم بِمَا يكره فأوقعوهم بالإغارة عَلَيْهِم فِي شرك الْحيرَة وَقتلُوا كَبِيرهمْ الهنيد بن عَارض وَغَيره وَأخذُوا إبلهم وشاءهم وَسبوا صبيانهم ونساءهم
فَأتى رِفَاعَة الجذامى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدفع إِلَيْهِ كِتَابه المسطر لَهُ ولقومه عِنْد إِسْلَامه فِيمَا تقدم فَبعث عَليّ بن أبي طَالب برد أَمْوَالهم وَأَن يخلي بَينهم وَبَين نِسَائِهِم وأطفالهم فامتثلت أوامره الشَّرِيفَة بعد رد مَا أَخذ لدحية بن خَليفَة
(من الرَّسُول على جذام بِالَّذِي ... أَخذ الصحاب لَهُم من الْأَمْوَال)
(والمصطفى كم منَّة ظَهرت لَهُ ... مقرونة بالجود والإفضال)