ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِلنِّصْفِ من الْمحرم فِي غرَّة السّنة الثَّالِثَة من قدومه المكرم واستخلف عبد الله بن أم مَكْتُوم وَدفع لواه إِلَى عَليّ صَاحب الْفضل الْمَعْلُوم وَسَار فِي مِائَتَيْنِ إِلَى القرقرة الملساء أرْضهَا الْكَائِن بِنَاحِيَة الْمَعْدن طولهَا وعرضها وَكَانَ بلغه أَنَّهَا مشحونة بِأَهْل الشّرك والطغيان وَأَن بهَا جمعا من سليم وغَطَفَان فَلَمَّا وَصلهَا فِي أكْرم نفير وَلم يجد غير الرعاء وَخمْس مائَة بعير فظفر بهَا وغنمها وعَلى أَصْحَابه أهل القسام قسمهَا ثمَّ رَجَعَ يجر على سَحَاب الثَّوَاب ذيله وَكَانَت غيبته الْمُبَارَكَة خمس عشرَة لَيْلَة
(درس الْمَغَازِي ألقه بَيْننَا ... وَاذْكُر لنا قرقرة الكدر)
(منزلَة حل بهَا الْمُصْطَفى ... قَاتل أهل الشّرك والغدر)