ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذِي الْحجَّة الْحَرَام واستخلف أَبَا لبَابَة الفائز بنيل المُرَاد والمرام وَذَلِكَ حِين بلغه أَن أَبَا سُفْيَان بن حَرْب لما رَجَعَ الْمُشْركُونَ من بدر بل من مَحل كرّ الكرب خرج فِي جمع نهر غيظهم آخذ فِي الزِّيَادَة والفيض حَتَّى مروا بمَكَان قريب من الْمَدِينَة يعرف بالعريض فَقتلُوا رجلَيْنِ وحرقوا عدَّة أَبْيَات فَلَمَّا أحسوا بِالطَّلَبِ وَقع بَينهم سهم الشتات وولوا هاربين يَلْتَمِسُونَ الطَّرِيق وَجعلُوا يتخففون للهرب فيطرحون جرب السويق وَكَانَت عَامَّة أَزْوَادهم فَأَخذهَا الْمُسلمُونَ وَانْصَرفُوا إِلَى بِلَادهمْ
(قل لأبي سُفْيَان إِن وافيته ... مَاذَا ترى فِي غَزْوَة السويق)
(طرحتموه عِنْدَمَا مزقكم ... شدّ الرّحال أَيّمَا تمزيق)