فلما انصرف إليه رسوله وعرفه بقوله قلق منه، وركب من فوره إلى يحيى بن يحيى، فقال له: لم أظن أن الأمر يبلغ بك في توقفي عن القضاء لفلان بفتواك هذا المبلغ الذي قد غيرك. وهذا مقام المعتذر إليك، فسوف أقضي له غير يومي إن شاء الله تعالى! فقال له يحيى: وتفعل ذلك صدقاً؟ قال: نعم.

فقال له يحيى بن يحيى: يا هذا، هجت الآن غضبي! فإني ظننت إذ خالفني أصحابي أنك توقفت مستخيراً لله، متخيراً في الأقوال. فأما إذ صرت تتبع الهوى وتقضي برضا مخلوق ضعيف فلا خير فيما تجيء به، ولا في إن رضيته منك. فارفع مستعقياً من ذاتك، فإنه أستر لك، وإلا رقعت في عزلك! فرفع يستعفي، فعزل عن القضاء.

يخامر بن عثمان الشعباني قال ابن حارث: هو يخامر بن عثمان بن حسان بن يخامر بن عثمان بن عبيد بن أفنان بن وداعة بن عمر الشعباني.

وقال عبد الله بن يوسف المعروف بابن الفرضي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015