بل هو معافري.

قال ابن حارث: لا أعرف له كنية. وقال غيره: كنيته أبو مخارق.

وهو أخو معاذ بن عثمان القاضي وعم سعد بن معاذ الفقيه، وهم من أهل جيان من قرية الأشعوب. وكان انتسابهم في العرب إلى جذام فيما أحسبه، وهم - فيما قيل - من جند قنسرين، وولي الأمير عبد الرحمن يخامر هذا قضاء الجماعة بقرطبة، ولم يك أهلاً له، ولا راجح الوزن، ولا حاضر اليقين، ولا واسع البصيرة فيه، وعامل الناس بخلق صعب، ومذهب وعر، وصلابة جاوز المقدار، فتسلطت عليه الألسن، وكثرت فيه المقالة.

وانبرى له شاعر قرطبة في ذلك الزمان يحيى بن الحكم الغزال منتهك الأعراض، ومخزي الرجال، فأكثر هجوه وذمه، ووصفه بالبله والجهل، فندر بذكره. فمن قوله شعر له: من الطويل

فسبحان من أعطاك بطشاً وقوة ... وسبحان من ولى القضاء يخامرا

وقوله من أخرى: من الطويل

فقلت له: كلفتني غير صنعتي ... كما قلدوا فضل القضاء يخامرا

فأصبح قد حارت به طرق الهوى ... يكابد لجياً من البحر زاخرا

فقلت: لو استعفيت منها، فقال لي ... سأفصح ما قد كان ذاك مغايرا

فقلت له: رأس الفضوح إقامة ... علينا كذا من غير علم مكابرا

وخطبك في دين الإله على عمى ... خباطة سكران تكلم سادرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015