أمي شآمية .............. ... ............ إلى آخره (?)
أي اقصدي ناحية شآمية.
وقوله: "أمي" أمر من أمّ يؤمّ إذا قصد والخطاب لناقته، وصرح غيره من العلماء بالشعر واللغة أنه بالفتح، وهكذا ضبطوه في كتاب سيبويه (?)، وقالوا: إنه يخاطب بذلك عمرو بن هند ملك الحيرة، وكان المتلمس قد هجاه وبلغه ذلك فخاف على نفسه ففر إلى الشام ومدح ملوكها، فحلف عمرو أنه لا يطعم المتلمس بعدها حب العراق، أي أنه لا يقدر بعدها على المقام بالعراق فلا سبيل له إلى أكل حبها، فقال المتلمس ذلك، أي حلفت يا عمرو لا تتركني أقيم بالعراق والطعام لا يبقى وإن استبقيته بل يسرع إليه الفساد جمله السوس فالبخل به قبيح (?).
1 - قوله: "شوس" بضم الشين المعجمة وسكون الواو وفي آخره سين مهملة وهو جمع أشوس يقال: رجل أشوس، وقوم شوس من الشوس بالتحريك، وهو النظر بمؤخر العين تكبرًا أو تغيظًا.
3 - قوله: "بصرى" بضم الباء الموحدة وآخرها ألف: مدينة بالشام، أضاءت لأهل مكة قصورها ليلة مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والمعنى: لم تعلم بصرى أنك حلفت فأنا آكل من طعامها، وكذلك دمشق فأنا أكون في موضع لا أمر لك فيه، فلا أخافك على نفسي وأنا في خصب وخير، قوله: "الكداديس" [جمع] (?) أكداس الطعام ولا واحد لها من لفظها قاله النحاس، وقال الجوهري: الكدس بالضم واحد أكداس الطعام (?).
الإعراب:
قوله: "آليت" جملة من الفعل والفاعل، قوله: "حب العراق" كلام إضافي منصوب بنزع الخافض، وأصله عل حب العراق.
فإن قلتَ: لم لا يجوز أن ينصب حب العراق بقوله أطعمه كما في قولك: زيدًا ضربته؟ قلتُ: هذا لا يتمشى هاهنا؛ لأن التقدير لا أطعمه ولا هذه لها الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر في هذا الباب عاملًا، قوله "الدهر" نصب على الظرف، قوله: "أطعمه" أي لا أطعمه فحذف منه حرف لا النافية وهو من طعمت الشيء طعمًا من باب علم يعلم أي: أكلته والطعام هو المأكول، والإطعام يقع في كل ما يطعم حتى الماء، قال