تأخيره عن المفعول؛ كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] (?)، قلت: قرأ بعضهم: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ} برفع لفظة الله ونصب العلماء (?)، وهو مما يؤيد كلام الكسائي فافهم (?).
فإن قلتَ: كيف يكون المعنى على هذه القراءة؟
قلتُ: هي من قبيل ذكر الملزوم وإرادة اللازم والمعنى: إنما يعظم الله من عباده العلماء؛ لأن الخشية من لوازمها التعظيم. فافهم.
نُبِّئتُهُم عَذَّبُوا بالنَّارِ جَارَهُمْ ... وهل يُعَذِّبُ إلا اللهُ بِالنَّارِ
أقول: احتج به الكسائي ولم يعزه إلى أحد.
وهو من البسيط.
قوله: "نبئتهم" على صيغة المجهول بمعنى أخبرتهم، والجار هو الذي أجرته من أن يظلمه ظالم، والجار هو الذي يجاورك -أيضًا- وأصله واوي.
الإعراب:
قوله: "نبئتهم": يقتضي ثلاثة مفاعيل: الأول: التاء التي نابت عن الفاعل، والثاني: الضمير المنصوب وهو هم، والثالث: جارهم، والباء في: "بالنار" تتعلق بقوله: "عذبوا"، قوله: "هل": للنفي، و"إلا": بمعنى غير، أي: ما يعذب أحد بالنار غير الله.