مَا عَابَ إلَّا لَئيمٌ فِعْلَ ذِي كَرَم ... ولَا جفا قَطّ إلَّاجُبَّأُ بطلًا
أقول: لم يعرف قائله. وهو من البسيط.
قوله: "لئيم" أي: بخيل، قال ابن فارس: اللئيم: الشحيح المهين النفس الدنيء يقال منه: لؤُم (?) قلت: ومما طرق سمعي من بعض الأفاضل أن البخيل من يبخل بمال نفسه على غيره، واللئيم من يبخل بمال نفسه على نفسه ويقال: البخيل من يبخل بمال نفسه واللئيم من يبخل بمال غيره، قوله: "ولا جفا": من جفوت أجفو جفاءً، والجفاء هو البعد، قوله: "جبأ" بضم الجيم وتشديد الباء الموحدة بعدها همزة من غير مد، وهو الجبان، و "البطل" بفتح الباء الموحدة والطاء، هو الشجاع.
الإعراب:
قوله: "ما عاب" بطل عمل ما بإلا، و"عاب": فعل ماض، و "لئيم" مرفوع فاعله، و "إلا" بمعنى غير، وقوله: "فعل ذي كرم": منصوب على المفعولية؛ لأن عاب يتعدى، قوله: "ولا جفا": عطف على قوله: "ما عاب"، وقوله: "قط": ظرف زمان لاستغراق ما مضى ويختص بالنفي، واشتقاقه من قططته، [أي: قطعته] (?) ومعنى ما فعلته قط: ما فعلته فيما انقطع من عمري؛ لأن الماضي منقطع عن الحال والاستقبال، وبنيت لتضمنها معنى: مذ؛ لأن معنى ما فعلته قط: مذ أن خلقت إلى الآن، وإنما بنيت على الحركة لئلا يلتقي ساكنان، وبنيت على الضمة تشبيهًا بالغايات، وقد تكسر على أصل التقاء الساكنين، وقد تتبع قافه طاءه في الضم، وقد تخفف طاؤه مع الضم أو الإسكان (?)، قوله: "إلا جبأ" أي: غير جبأ، وجبأ مرفوع على الفاعلية، و "بطلًا": مفعوله.
الاستشهاد فيه:
أن الكسائي احتج على أن الفاعل المحصور بإلا لا يجب تأخيره، والجمهور على وجوب