وهذا يقول الآخر في بني نمير (?):

فغُضّ الطرفَ إِنكَ مِنْ نُمَيرٍ ... فلَا كَعْبًا بَلَغتَ ولَا كِلَابَا

ولو وُزِنَتْ حُلُومُ بني نميرٍ ... على المِيزَان مَا وَزنتْ ذُبَابَا

قوله: "ذنابى" بضم الذال المعجمة وتخفيف النون وبعد الألف جاء موحدة، وهو ذنب الطائر، وهو أكثر من الذنب، وفي جناح الطائر أربع ذنابى بعد الخوافي، والذنابي الأتباع -أيضًا- وقال الفراء: الذنابى: شبه المخاط يقع من أنوف الإبل (?).

الإعراب:

قوله: "بأي بلاء" الباء يتعلق بمحذوف، و"أي" للاستفهام، والتقدير: بأي مصيبة تفخرون على الناس يا نمير بن عامر؟ أو بأي مصيبة تتقدمون على الناس، والحال أنتم كذا وكذا؟ ولفظة البلاء تستعمل في الخير والشر، قال الجوهري: النبلاء: الاختبارُ يكون بالخير والشر، يقال: أبلاهُ الله بلاءً حسنًا وأبلَيتهُ معروفًا (?)، وقال الأحمر: (?) يقال: نَزَلَتْ بَلاء عَلَى الكفارِ مثل: قطامِ. يحكيه عن العرب (?).، أي: نزلت عليهم مصيبة.

قوله: "يا": حرف نداء، و"نمير بن عامر": منادى مبني على الفتح، والابن بُني -أيضًا- على الفتح؛ وذلك لأن الابن الموصوف به المنادى المفرد المعرفة إذا وقع بين علمين كان حقه أن يبنى على الفتح؛ لأنهما بمنزلة شيء واحد كحضرموت؛ وذلك لأن الابن لا ينفك عن الأب كما أنه لا ينفك عن الابن فكانت صفة لازمة له، والصفة والموصوف من حيث المعنى بمنزلة شيء واحد، وإذا تنزلا بمنزلة شيء واحد أتبعت حركة المنادى حركة الابن ولم يعكس؛ لأن الحركة التي استحقها الابن حالة الانفراد كانت إعرابية وهي النصب لكونه مضافًا، وحركة المنادى الضم وهي بنائية، واتباع البنائية أولى لكون الإعرابية أقوى، قوله: "وأنتم": مبتدأ، و"ذنابى": خبره، والجملة حالية، قوله: "لا يدين" كلمة لا للنفي، ويدين اسمها مبني، وخبرها محذوف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015