وهي من البسيط.
4 - قوله: "تحم" أي: تقصد، يقال: حممت حمك؛ أي: قصدت قصدك و "العقفان": بضم العين المهملة وسكون القاف وتخفيف الفاء؛ جمع عقف وهو الثعلب، و "العراجين": جمع عرجون وهو أصل العذق الذي يعوج ويقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسًا.
5 - قوله: "وجُلّتنا الصهباء" الجلة بضم الجيم وتشديد اللام، وهي وعاء التمر، و"الصهباء": الشقراء، وهي صفة الجلة، قوله: "كأن أظفارهم" ويروى: كأن أنيابهم.
6 - قوله: "فأصبحوا" أي: (?) دخلوا في الصباح، قوله: "معرسهم" بضم الميم وفتح العين والراء المشددة وفي آخره سين مهملة، وهو موضع النزول آخر الليل، وأراد به هاهنا الموضع الذي أنزلهم فيه، فلما أصبحوا ورأى من النوى شيئًا كثيرًا في معرسهم أنشد هذه القصيدة وأشار بها إلى كثرة أكلهم من الجلة الصهباء.
الإعراب:
قوله: "فأصبحوا": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "والنوى": مبتدأ، و"عالي معرسهم": كلام إضافي خبره، والجملة وقعت حالًا، قوله: "وليس": من الأفعال الناقصة، وفيه ضمير الشأن، وهو اسمه، و"كل": منصوب بقوله: "يلقي"، و "المساكين" مرفوع؛ لأنه فاعل يلقي، والفعل والفاعل خبر ليس، ولا يجوز أن يكون المساكين اسم ليس؛ لأن ذلك يوجب أن يكون يلقي خبرها، ولو كان خبرًا لوجب أن يقال: يلقون، أو تلقي بالتاء المثناة من فوق، فلما لم يرو إلا بالياء -آخر الحروف وجب أن يكون خاليًا من الضمير، و "المساكين": مرتفعًا به.
فإن قلت: ما الواو في قوله: "وليس كل النوى"؟
قلت: للحال؛ لأن المعنى: أصبحوا وعندهم نوى كثير، والحال أنهم يلقون بعض النوى، ولا يلقون كلها؛ لأنهم كانوا يبتلعون بعض النوى لكلب الجوع، فإذا كان النوى عالي معرسهم مع ابتلاعهم بعضه؛ دل ذلك على كثرة التمر التي قدمها بين أيديهم.
الاستشهاد فيه:
هو أن ابن الناظم استشهد به للكوفيين في تجويزهم: كان طعامك زيد آكلًا، وكان طعامك آكلًا زيد، وهذا وهم منه؛ إذ لو كان المساكين اسم ليس لكان يلقي مسندًا إلى ضميره، وكان يجب أن يقال: يلقون، أو تلقي بالتاء المثناة من فوق على ما ذكرنا (?) آنفًا، وإنما اسم ليس في