والمعنى على هذا: لم يزل كل ذي عفاف قنوع بقليل غنيًّا وعزيزًا (?)].
قوله: "ينفك": من الأفعال الناقصة، يستدعي مرفوعًا ومنصوبًا؛ فقوله: "كل ذي عفة": اسمه، وقوله: "ذا غنى": كلام إضافي خبره مقدمًا، قوله: "واعتزاز" بالجر عطفًا على قوله: "ذا غنى".
قوله: "مقل قنوع": مجروران لأنهما صفتان لقوله: "ذي عفة" وعلى ضبط الشيخ تكون الجملة صفة لذي عفة في محل الجر؛ لأن الموصوف مجرور، والباء في بقل تَتَعلق بقنوع وهو صفة مشبهة على وزن فعول -بالفتح كصبور، وشكور "وهذا أبلغ من قانع" (?)؛ [كما أن صبور أبلغ من صابر] (?).
[وضَبْطُ الشيخ "قنوعُ" بالرفع على الابتداء لا حاجة إليه؛ بل هو مجرور صفة لذي عفة] (?)، والتقدير: كل ذي عفة قنوع بقل، اللَّهم إلا إذا كان آخر القصيدة على الرفع فافهم (?).
الاستشهاد فيه:
على إعمال: "ينفك" عمل كان لتقدم النفي عليها، وإن كان بالفعل، قال البعلي: النفي يكون بما وبغيرها من حروف النفي (?)، وقد يغني عن حرف النفي ليس كما في قول الشاعر:
ليس ينفك إلى آخره (?).
تَنْفَكُّ تَسْمَعُ ما حييتَ ... بِهَالِكِ حَتَّي تَكُونَهْ
أقول: قائله هو خليفة بن براز (?)، كذا قاله أبو عبيدة في كتاب شرح الأمثال، وبعده: