وبايَعتُ أقوامًا وَفَيتُ بعَهْدِهم ... وَببَّةٌ قد بايعته غيرَ نَادِمٍ
أقول: قائله هو الفرزدق، وقد ترجمناه (?).
وهو من الطويل.
قوله: "بايعت" من المبايعة، وهي المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد من المبايعين باع ما عنده من صاحبه، وأعطاه خالصة نفسه، وطاعته، ودخيلة أمره.
الإعراب:
قوله: "وبايعت": جملة من الفعل والفاعل، و"أقوامًا" مفعوله، قوله: "وفيت بعهدهم": جملة حالية بتقدير قد، أي: حال كوني قد وفيت بعهدهم.
فإن قلت: كيف يكون وافيًا بعهدهم في حال المبايعة، والوفاء لا يكون إلا بعدها.
قلت: هذه من الأحوال المنتظرة المقدرة، والتقدير: مقدر الوفاء على مبايعتي.
قوله: "وببة" مبتدأ، والجملة أعني قوله: "قد بايعته" خبر، قوله: "غير نادم" كلام إضافي نصب على الحال من الضمير المرفوع من بايعته، وأراد الفرزدق بببة هذا عبد الله بن الحرث، قال الجوهري: ببة: لقب عبد الله بن الحرث والي البصرة، قال الفرزدق، وأنشد البيت المذكور (?).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ببه" والكلام فيه كالكلام في الذي قبله، وهو ظاهر.
أنا اقْتَسَمْنَا خُطَّتَينَا بَيْنَنَا ... فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحتَمَلْتَ فَجَارِ
أقول: قائله هو النابغة الذبياني، واسمه: زياد بن معاوية، وقد ترجمناه فيما مضى (?) وهو