الشاهد التسعون (?)، (?)

وبايَعتُ أقوامًا وَفَيتُ بعَهْدِهم ... وَببَّةٌ قد بايعته غيرَ نَادِمٍ

أقول: قائله هو الفرزدق، وقد ترجمناه (?).

وهو من الطويل.

قوله: "بايعت" من المبايعة، وهي المعاقدة والمعاهدة، كأن كل واحد من المبايعين باع ما عنده من صاحبه، وأعطاه خالصة نفسه، وطاعته، ودخيلة أمره.

الإعراب:

قوله: "وبايعت": جملة من الفعل والفاعل، و"أقوامًا" مفعوله، قوله: "وفيت بعهدهم": جملة حالية بتقدير قد، أي: حال كوني قد وفيت بعهدهم.

فإن قلت: كيف يكون وافيًا بعهدهم في حال المبايعة، والوفاء لا يكون إلا بعدها.

قلت: هذه من الأحوال المنتظرة المقدرة، والتقدير: مقدر الوفاء على مبايعتي.

قوله: "وببة" مبتدأ، والجملة أعني قوله: "قد بايعته" خبر، قوله: "غير نادم" كلام إضافي نصب على الحال من الضمير المرفوع من بايعته، وأراد الفرزدق بببة هذا عبد الله بن الحرث، قال الجوهري: ببة: لقب عبد الله بن الحرث والي البصرة، قال الفرزدق، وأنشد البيت المذكور (?).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ببه" والكلام فيه كالكلام في الذي قبله، وهو ظاهر.

الشاهد الحادي والتسعون (?) , (?)

أنا اقْتَسَمْنَا خُطَّتَينَا بَيْنَنَا ... فَحَمَلْتُ بَرَّةَ واحتَمَلْتَ فَجَارِ

أقول: قائله هو النابغة الذبياني، واسمه: زياد بن معاوية، وقد ترجمناه فيما مضى (?) وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015