وَصَبَّحْتُ مِنْ شُبرُمَانَ مَنْهلًا ... أَخْضَرَ طَيسًا زَغْرَبيًّا طَيْسِلًا

اللام فيه زائدة، و "شبرمان" موضع، و "المنهل": المورد، وهو عين ماء ترده الإبل في المرعى، و "الزعزب" بزاءين معجمتين بينهما عين مهملة، وهو الماء الكثير؛ والنسبة إليه: زعزبي، قوله: "الكرام": جمع كريم؛ كالعجاف جمع عجيف، والمعنى: عددت قومي وكانوا بعدد الرمال في الكثرة، ومع تلك الكثرة ما فيهم كرام غيري.

الإعراب:

قوله: "قومي": كلام إضافي مفعول عددت، قوله: "كعديد الطيس": صفة لمصدر محذوف تقديره: عدًّا كعدِّ الطيس، قوله: "إذ" ظرف زمان، و "ذهب": فعل ماض، و "القوم" فاعله، و "الكرام" صفته، قوله: "ليسي" أي [ليس] (?) الذاهب إياي، فاسم ليس مستتر فيها، وخبرها الضمير المتصل بقوله: ليسي.

الاستشهاد فيه:

حيث حذف فيه نون الوقاية للضرورة مع لزومهًا جميع الأفعال قبل ياء المتكلم، وحيث جاء خبر ليس التي هي من أخوات كان مضمرًا متصلًا على خلاف القياس في الاختيار؛ لأن الاختيار هو الانفصال، ولكنه لم يرد لذلك فافهم (?).

الشاهد الثامن والستون (?) , (?)

كَمُنْيَةِ جَابِر إِذْ قَال لَيْتِي ... أصَادِفُة وَأفْقِدُ بَعْض مَالِي

أقول: قائله هو زيد الخيل، وهو زيد بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رُضَى، وكان رُضَى صَنَمًا لطيء بن مختلس بن ثور بن عدي بن كنانة بن مالك بن نائل بن نبهان، وهو أسد بن عمرو بن الغوث بن جلهمة، وهي طيء، سمي به؛ لأنه كان يطوي المناهل في غزواته ابن أدد وهو مذحج بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر وهو هود النبي، - عليه السلام - (?) , وكان زيد الخيل من المؤلفة قلوبهم ثم أسلم وحسن إسلامه، وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد طيء سنة تسع، وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير وأقطعه أرضين، وكان يكنّى أبا مكنف، وكان له ابنان: مكنف وحريث أسلما وصحبا النبي - صلى الله عليه وسلم - وشهدا قتال الردة مع خالد بن الوليد، ولما انصرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015