زيد من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذته الحُمّى، فلما وصل إلى أهله مات، قيل: توفي في آخر خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (?) وقبله:
1 - تَمَنَّى مَزْيَدٌ زَيْدًا فَلاقَى ... أَخًا ثِقَةً إذا اخْتَلَفَ العَوَالِي
وهما من الوافر وفيه العصب والقطف.
1 - و "مزيد" بفتح الميم وسكون الزاي العجمة وفتح الياء آخر الحروف وفي آخره دال مهملة؛ وهو رجل من بني أسد وكان يتمنى لقاء زيد فلما لقيه طعنه زيد فهرب، وكذلك جابر كان عدوه، وكان يتمنى لقاءه فلما لقيه طعنه فهرب فقال زيد الخيل حينئذ: تمنى مزيد ... إلخ، وإنما لم يقل تمناني مزيد؛ لأن زيدًا اشتهر بالشجاعة فكأنه قال: تمنى مزيد الشجاع المشهور؛ ولأن بين مزيد وزيد تجانسًا (?).
قوله: "العوالي": الرماح، واحدها العالية، قال الجوهري: عالية الرمح: ما دخل في السنان إلى ثلثه (?).
2 - قوله: "كمنية جابر" المنية بضم الميم؛ المتمنى وهو في الأصل: الشيء المتمنى كالفرقة والأكلة، قوله: "أصادفه" يعني: أجده من قولهم: صادفت فلانًا إذا وجدته، والمعنى: تمني مزيد كتمني جابر حين، قال: ليتني أجد زيد الخيل في الحرب ولا أجد بعض مالي، وروى الجوهري: وأفقد جل مالي وهو الأحسن (?)، ومن زعم أن بعضًا ترد بمعنى كل، وخرج عليه قوله تعالى: {يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} [غافر: 28]، وقول الأعشى (?):
قدْ يُدْرِكُ المُتَمَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وَقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ
صح عنده حمل رواية الجماعة على ذلك فيكون أبلغ من رواية الجوهري إلا أن هذا القول مردود (?)، ويروى: وأتلف بعض مالي موضع: وأفقد، ويروى: وأغرم (?).